دروس من مدرسة شهر رمضان

0
2420

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

. تمر الأوقات وقد مضت بنا زوارق الأيام في خِضم بحر هذه الحياة الدنيا فمن تزود بالصدق والأمانة وارتدى ثوب الصدق وتوشح بالحق
وربط أحزمة الإيمان فقد نجا ووصل إلى جنة الرحمٰن ومن أضاع الأوقات وألهته المغريات وقضى العمر في سُبات وقد أتته من ربه الآيات والبينات فأعرض واستكبر فهو والشيطان في أسفل الدركات والعياذ بالله نسأل الله حُسن الخواتم والعُلى من الدرجات، والعاقل منا يتفكر في سرعة مضي الأوقات وسباق الأيام وها نحن نعيش أيام شهر رمضان هذا العام وكأن شهر رمضان الماضي زارنا بالأمس وفارقنا البارحة والحوار الذي سنناقشه في هذا المقال القصير والذي نأمل من خلاله أن نخرج بعظيم الفائدة عن كيفية الدروس المستفادة من مدرسة شهر رمضان المنصرم وتجنب الأخطاء التي وقعنا فيها

إن كان هناك شىء من الأخطاء ومضاعفة الهمة هذا العام وتعويض ما كان في العام المنصرم وأسئلة كثيرة نطرحها على أنفسنا ، هل تحررنا من قيود المعاصي هل اختلف الاستعداد في استقبال هذا الشهر عن ما سبقه من الشهور هل أخذنا الحذر من لصوص الأوقات ، هل جددنا العهد مع الله بصدق التوبة والإنابة هل تركنا بعض العادات التي ربما يراها البعض من باب النعم والتحدث بها في حين أنها تجرح الآخرين وتسيىء لهم ممن لا يجدون قوت يومهم من الفقر والعوز وممن يعيشون التشريد والقتل والقصف والجوع ومن هذه العادات تصوير موائد الإفطار بما لذ وطاب من أطعمة وأشربة مختلفة

وهنا يكون التحدث بها من باب النعم بالشكر لا بالتصوير والمباهاة فبالشكر تدوم النعم اللهم أدم علينا نعمك ونجنا من الفتن والبلاء والدمار والشقاق وفساد الأمر والطف بإخواننا في كل مكان واكفهم عوزهم وفقرهم ولم شعثهم واجمع شملهم وارزقهم العفاف والكفاف والغنى واكتب لهم السعادة وانصرهم على عدوهم يارب العالمين ، فهلا تحررنا من هذه الأمور وآثرنا التفكير بسائر الشعوب ونبذنا الأنانية وحب الأنا .

وهلا كففنا أنفسنا عن بعض التصرفات التي لو تأنينا ونظرنا فيها مليًا قبل أن نفعلها ، هل نظرنا حولنا واحتوينا بعض أصحاب الهموم وجبرنا بخواطرهم هل استقمنا على دين الله وقلنا للناس حُسناً، أسئلة كثيرة تحتاج منا إلى إجابة وترى ماذا سيكون الجواب ، ربما لا يريد البعض سماع مثل هذه الكلمات لأنها تكون بمثابة المُنبه للغافل والمنذر لكل متغافل ومتثاقل ولربما سيكون لسان الحال دعنا وشأننا وليحل بيننا وبينك حائل ، فلا خير فيّ إن لم أقلها لكم ولا خير فيكم إن لم تسمعوها مني وأنبه نفسي أولًا قبلكم فنحن نتناصح ونتذاكر في الله وليس لي فضل على أي أحدٍ منكم إلا إن وفقني الله وهو ذو الفضل العظيم، أحبتي القراء الأكارم لا تجعلوا شهر رمضان يمر عليكم مرور الكرام وكونوا ممن ربح التجارة مع الله وأحسنوا العبور والمرور بالدار الدنيا وكونوا من عُمار الآخرة.