الشيخ عبد الرحمن البدري

0
4187

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

لا شك أن العُلماء ورثة الأنبياء وكفى بإرث الأنبياء من علم ونور وحكمة وهداية وبصيرة للعباد ، فقد بعثهم الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، والعالم كالمصباح يستضىء الناس بنور علمه ويُهتدى بآرائه من ضلالات الجهل ، والعالم تستغفر له الحيتان في ظلمات البحور والنمل في الجحور وتبارك سعيه الجمادات والطيور، وقد رزئنا منذ أيام قلائل بفقد شيخ جليل وعالم كبير أتى إلى عُمان واستقر فيها منذ ريعان شبابه قادمًا من أرض الكِنانة( جمهورية مصر العربية)

وقد كان واعظًا في الأزهر الشريف ومنبرًا من منابر العلم المنيف ومناضلًا شجاعًا فقد شارك في الدفاع عن وطنه العظيم جمهورية مصر العربية رأس النضال ومهد الأبطال ومرتع الأفذاذ من الرجال في حروبها مع الأعداء والباغين والصهاينة والمحتلين وكان يسأل الله الشهادة فشاء ربه أن يكرمه بحمل رسالة نشر العلم والدعوة إليه ومهما كتبنا عن هذا الشيخ الجليل فلن نوفيه حقه ومهما كتبنا عن جمهورية مصر العربية فلن نبلغ محاسنها فهي كالشمس التي لا تغيب فكم أنجبت من عالم وطبيب ومخترع نجيب وعالم في الدين قريب وحبيب وشيخنا الجليل أحد هؤلاء العظام ومن الأنوار المشعة في زمن الظلام .

فمنذ أن نشأنا منذ الصغر ونحن نراه في التلفاز ونسمع صوته الإيماني في الإذاعة العُمانية بما يقدمه من برامج ودروس فقهية وخطب ومحاضرات ونصائح وإرشادات، وقد اطلعت على مقال كُتب في حق هذا الشيخ الجليل بعنوان( أبت عُمان إلا أن تحتضنك حيًا وميتًا).

وقد تداول هذا المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي متبوعًا برسالة جاء فيها هذا المقال الجميل الرائع كتبه ابن الشيخ عبد الرحمن البدري كما أخبرني أيضًا بذلك الأخ الفاضل سعيد الناصري وقال لي بأن اسم ولده هذا عُمر جعله الله خير خلف لخير سلف وقد راق لي المقال كثيرًا وقد أوجز كاتبه وكفى ووفى وجزاه الله خير الجزاء، وقد اطلعتُ منذ فترة طويلة على كتاب ألفه الشيخ في ثلاثة أجزاء وهو بعنوان ( مناقب الصحابة) رضوان الله عليهم بدأه الشيخ بمقدمة جميلة وافتتحه بعنوان _العشرة المبشرون بالجنة _مستفتحًا بخير الصحابة طُرًا وأعلاهم شرفًا وقربًا وهو أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأرضاه.

كما استفتح الجزء الثالث منه بالسيدة الأولى خديجة العُظمى رضي الله عنها وارضاها وهذا الجزء يتحدث عن أُمهات المؤمنين والصحابيات وقد ختمه بالصحابية الجليلة الفُريعةُ بنت مالك بن سنان رضوان الله عليهن أجمعين ، إن الحديث عن شيخنا البدري حديث ذو شجون وكفى أنه حاز على حُب قلب كل عُماني عاش في رحاب هذا الوطن وكم التقينا معه وسلمنا عليه ليستقبلنا بابتسامته التي تفيض نورًا وهيبة ووجهه الوضاء الطلق وليس ذلك بغريب على واحد مثله أثر فيه القرآن الكريم وهذب أخلاقه وكم صلينا معه صلاة الجمعة لنسمع خطبهُ القيمة بجامع الحاج موسى عبد الرحمن بولاية السيب، ختامًا أسأل الله أن يتغمد فقيد الجميع الشيخ عبد الرحمن البدري بواسع رحماته وأن يجمعنا به في فسيح جناته وأن يصبر أهله وأولاده وذويه ويصبر أهل مصر وأهل عُمان جميعًا على فقده وأقول لهم جميعًا بأن الشيخ حيٌ في قلوبنا جميعًا وإن مات، حيٌ بما تركه من إرث عظيم في سبيل العلم والدعوة إلى الله.