السينما تبتسم للجميع

0
1345

مقال بقلم يعقوب بن راشد بن سالم السعدي

بالأمس شهدت الجمعية العمانية للسينما تجمع وتجمهر كبير من الفنانين العمانيين من السينما والمسرح الأمر الذي خلق التوءمة التي لم تحدث من قبل بين أبو الفنون والفن السابع في عماننا الحبيبة ، وهذه تعتبر سابقة من نوعها في المجال الفني الذي يسعى أن يخرج من عنق الزجاجة إلى مساحات أرحب وأوسع لنيل شرف البروز والمعرفة والإنتشار على مساحات الوطن العربي الشاسعة والأجنبية بشكل عام ، بلا شك لم يخلو حضور أمس من الفنانيين المسرحيين والسينمائيين من التنافس الشريف على مقاعد الإدارة ، لكنه كان تنافساً شريفاً راقياً رائعاً ، وأهم من هذا وذاك إنه جمع فنانون كبار وفنانات لم يتم اللقاء بهم من فترة طويلة بسبب زحمة الأعمال الحياتية والفنية ، ومن بينهم على سبيل المثال وليس الحصر ( شمعة محمد أم الفنانيين ، الدكتور خالد الزدجالي المؤسس الأول للسينما في السلطنة ، خليل السناني ملك التقمص ، الدكتور عبدالله سالم سنون قلب المسرح النابض ، المنتجة والمخرجة الفنانة شريفة الصابرية ، جاسم البطاشي صانع الأحلام ، الأديب والمخرج عبدالله البطاشي ، وعبدالغفور أحمد أستاذ المسرح ، والكثير من نجوم السينما والمسرح ) ، كما إنه تغيب كثير من النجوم الرائعين الذين أسسو الفن في عمان وخاصة المسرح والتلفزيون ، ولو حضروا لكان للمسرح والسينما في عرسه بالأمس وجهاً أخر من الحماس والتألق .

التعليمات التي أصدرها معالي الشيخ محمد بن سعيد الكلباني وزير التنمية الإجتماعية في رؤية دمج جمعية السينما بجمعية المسرح في بادى الأمر لاقى عدم إستحسان من كثير من الفنانيين والفنانات كانوا ممثلين أو مخرجين أو كتاب أو .. أو .. من السينمائيين والمسرحيين ، لكن أصرار معالي الشيخ على توثيق رؤيته وجس نبض الخليتان وتوءمتهما لابد منه ، وأمرا مفروغاً منه بلا نقاش ، وهذا ربما يأتي بكثير من النجاحات في المجال السينمائي والمسرحي ، ليصب عمل هذا في ذاك ، وتنهض الدراما العمانية وترجع على مسارها السابق المتين الذي كانت عليه في السنوات الذهبية الماضية .
إيمان معالي الشيخ محمد الكلباني بتوحيد الجميع هو بلورة لفكر قائد في دمج رؤى السينمائيين والمسرحيين ليعملوا في آن واحد جنباً إلى جنب ، وبروح واحدة لنبذ الشللية الفنية والنظرة الفردية التي سادت أروقة الفن فيما مضى من السنوات الماضية القليلة ، فأرى من وجهة نظري أن ما لحق الفن بشكل عام من فشل ذريع طال كل جانب منه وكل فنان ينتمي لهذا الوسط ، لهو دليل حي على الشخصنه الفنية المستبده في التلفزيون والمسرح والسينما ، مع بعض النجاحات اليتيمة والخجوله هنا وهناك بين فترة وأخرى ، وكانت بجهود شخصية ومبادرات أهلية مثل المسرح لبعض الفرقة الأهلية التي كابدت ويلات الأمرين وأبت إلا أن تفرد جناحيها وتطير داخل الوطن وخارجه لتحصل الجوائز والدروع ، وكذلك السينما التي ناهضت المسرح في أوجها وإزدهارها بعد بدايات جميلة من الأفلام العمانية ، ثم عادت ونتكست ، ليقوم المسترو محمد الكندي من لملمت شتاتها في صفاً واحدا ، وهذا يحسب له ، فقد تحقق رؤى معالي الشيخ محمد الكلباني في السينما والمسرح ما لم يحققة التلفزيون في مرحلته الماضية ، الأمل في مبادرة معالي الشيخ محمد قد تعيد الروح إلى الأجساد المضمحله ، كما قد تتدفق غزارة العطاء والنجاح في الدمج ، ويكون الميلاد المنتظر بعد عسر مخاض من رحم السينما والمسرح إلى عام الوجود الإفتراضي الفني .
كانت هناك قوائم من الترشيحات لعدة أشخاص خاضوا من قبل مضمار السينما والمسرح كانوا كفنانيين أو مخرجين أو إداريين ، وقد أنسحب الكثير من الزملاء في الوسطين في سبيل فتح المجال لمن يروه أكثر كفاءة منهم وأصلح في رفع مستوى السينما والمسرح ، وهذا هو النبض الواحد الذي أشتغل عليه الكثير بالأمس ، وإن دل على شيء فهو يدل على أن القادم أفضل بهذه التضحيات في حب فسح المجال للأفضل والأجدر وليس للشخصنه المستبده ، ما يثلج الصدر أن من أستمر يغرس هذا المبدء في نفوس إعضاء السينما المسرح هو المسترو الأستاذ محمد الكندي الذي أبا أن يترشح لمنصب الرئيس مرة أخرى وفتح المجال للدماء الجديدة القادمة مع عدم تخليه عنهم ، وهذا الرجل في ضل قيادته الماضية لجمعية السينما حقق الكثير من النجاحات والمساواة العادلة داخل وخارج أروقة السينما ، فشتغل بروح الفريق الواحد الأمر الذي خلق بينه وبين السينمائيين محبه كبيرة لم يقبل الكثير منهم تخليه عن رئاسة الجمعية ، هكذا هم الأساتذه النجباء يغرسون الخلق الرفيع قبل العمل .
عالم السينما والمسرح عالمين كبيرين ووأسعين ، والخوض في غمارهما ليس بالأمر الهين الذي يدركة الجميع ، فليس كل سباح ماهر وليس كل غطاس يطفو دائماً بعد كل غطسة على سطح الماء ، إذا لم يكن المترشح يتميز بكثير من الصبر والأمانة والعدل والإنصاف والرؤية الطموحة الإبداعية المبتكرة في النهوض بكيال أبو الفنون والفن السابع ، لما حق له أن يكون حتى عضواً فيهما ، فقد ضاقت جوانب المسرح والسينما من المقتحمين العابثين الذي يسعون وراء المادة والشهرة المزيفة من أجل الوصول إلى مآرب شخصية بحته ، والمسرح والسينما غني كل الغنى عن هكذا فئات يحسبهم البعض في الشكل من البشر وهم ذئاب جائعة تغتنم أقتناص الفرص لتذود بعد ذلك في جحر عميق ضيق يقيها من ويلات ما خلفت من دمار وفساد وغيره ، فالمسؤولية الجمة التي يعيها كل فنان لابد أن تكون بمثابة حس المواطنة الحقيقية التي أصبحت وأمست عمان تفتقدها في كثير من الجهات ، وكما يقول المثل العربي  أذا لم تستحي ففعل ما تشاء
السؤال القادم الذي يطرح نفسه .. أين سوف تكون السينما وأين سوف يكون المسرح ؟ ، هل هناك من بطاقة عبور للضفة المنتظرة والتي طال إنتظارها طويلا لتحقيق حلم السينمائيين والمسرحيين أم إن القادم سوف يكون أسوأ ؟

وهل الطموح الذي ينشده السينمائيين والمسرحين بات مسألة وقت لا أكثر ؟ ، كل هذا وذاك سوف تتحدث عنه علنياً أروقة وكواليس الجمعية العمانية للسينما والمسرح في حلتها الجديدة ، فهلا وسهلا بها وبمن يعتلي عرشِهِما.