الأخلاق السياحية

0
1852

نتفق جميعا أن السياحه مصدر دخل قومي للبلاد ومنشط لحركة السوق عندما تكون السياحة مدروسه تركز على السياح الذين ينفقون اثناء وجودهم بالسلطنه وحقيقة الأمر أن ما نراه حاليا في بعض الشركات هي مجموعه من الجروبات مدفوعة الثمن مسبقا تحصل على فندق ومواصلات ووَجبات بسعر زهيد وهذه الجروبات لا تنفق اكثر مما هو مدفوع مسبقا للرحله ومع ذلك نعتقد انها مرحله تنشيطية وتعريفية للسلطنه مما يمكن لها أن تتوسع مستقبلا بشكل أفضل يخدم الأقتصاد

ولكن للسياحة أيضا مساوئ يجب أن يتم الانتباه لها فهولاء السياح يختلفون فكريا وثقافيا عن مجتمعنا المحافظ وبالتالي بمرور الزمن سوف ينعكس هذا الاختلاف على أجيالنا بصوره سلبية
لذلك في كثير من الدول العربية ومنها تونس على سبيل المثال وضعت للمناطق السياحية ذات الفنادق المطله على الشواطئ مسافات بعيدة عن الأحياء السكنية حتى يستطيع السائح اخذ حريته وكذلك الحفاظ على تقاليد تلك المجتمعات المحافظة

واشير في هذا السياق الي السياحة بمحافظة ظفار وبالتحديد في ولاية صلاله فقد كان هناك توجه واضح للسياحه العائلية سواء كان ذلك من خلال شعار مهرجان صلاله السياحي(ملتقى الأسره) او من خلال المجتمع الذي قام بتأجير المنازل والشقق في احيانا كثيرة للعائلات فقط وبالتالي رسم هذا فكره للاخرين بأن السياحة بصلاله خلال موسم الخريف بالتحديد هي خاصه بالعائلة
واليوم مع زيادة حركة السياحة واعدادهم نجد ان كثير من الأمور السلبية بدأت تطفوا للسطح ومنها على سبيل المثال هو وجود السياح على شاطئ الدهاريز والحافة بملابس السباحه
ونحن نعلم أن هذه الشواطئ هي المتنفس الوحيد للعائلات بالمدينه وهذه المظاهر أصبحت تسبب حرج كبير لمرتادين الشواطئ وكان على الجهات المختصه ان تعمم على الشركات والفنادق تعميم يمنع هؤلاء السياح من ارتداء ملابس السباحه خارج نطاق وحدود الفنادق المقيمين بها ولنكن صريحين المسألة تجاوزت الحالات الفردية بل أصبحت تتكرر يوميا على هذه الشواطئ مما لم تعد المسألة مقبوله

علينا أن ننظم السياحه وعلى السائح ان يحترم مقدسات وعادات المجتمع وهذا ليس عيبا او تخلف إنما معمول به حتى في كثير من الدول الغربية الغير مسلمه فهناك دول تمنع ارتداء الملابس الغير محتشمة بالأسواق او التجمعات السكنية ومولانا حفظه الله قال يوما في أحد جولاته (لن نرقص للسياح) وهذه الجمله لها أبعاد كثيره تتعدا اللفظ المعني لها فنظرة مولانا بأننا لن نفتح الأبواب على مصراعيها للسياحه إنما تقنن وتخطط بشكل مدروس
واخيرا نناشد وزارة السياحة والمديرية العامه للسياحة بمحافظة ظفار الجلوس مع هذه الشركات والفنادق والزامهم بالتعميم على كل السياح بعدم التجول بالملابس الخاصه بالسباحة على الشواطئ والتقيد بالأماكن المخصصه لها بفنادقهم
فالسياحه اخلاق أيضا.

عماد محسن الشنفري