من فنون الابتكار

0
1356
بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي
 لا شك أن التجديد المستمر ومواكبة العصر يخدم المجتمع والأفراد  ومن الأمور المهمة والضرورية خاصة إذا كان هذا التجديد فيه المصلحة العامة للجميع ولا يخرج عن العادات الأصيلة والتقاليد القيمة ومفاهيم الشريعة السمحة بل بالعكس يخدم ويسهم بنشر تعاليم الدين الإسلامي والموروثات الفكرية العظيمة النابعة من سلوك الإسلام الصحيح بلا غلو ولا تقصير
ومن المؤسف في كثير من الأحيان أن يقوم البعض بالتعدي على مبادىء الإسلام السمحة لنشر فكره وبث سمومه ابتغاء عرض زائل أو متاع أو لشهرة  وهو لا يدري أن ذلك مردود عليه فكيف لعاقل أن تسول له نفسه السخرية والاستهزاء بمبادىء الدين القويم مُلقيًا بنفسه في الهاوية والعياذ بالله وإن لم يتدارك أمره عجل بهلاك نفسه  والله المستعان، ومن الغرابة بمكان أن تجد من يشهر بذلك ويجاهر ويتبنى فكرة المخالفة والاصطدام بالعروة الوثقى ومبادىء الحق ومن فرط جهله يتجرأ  على تعاليم الإسلام ليضل الأنام وينشر الخصام ويشد بذلك  إليه الانتباه  ويتجنى على أساسيات فرضها الشارعُ الحكيم جل جلاله  وبلغها النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، فيطبل معه المطبلون ويتبنى فكره الحمقى والمغفلون ، فلماذا ؟ يقحم الواحد نفسه  في بحر لا يُحسن العوم فيه ولن يشاد الدين  أحد إلا غلبه، وأقول أن فنون الابتكار  كثيرة وطرقه عديدة
فلماذا؟ لا نبتكر ونبحث  ونعود بالنفع على أنفُسنا ومجتماعتنا وأوطاننا ، لماذا؟ يتبع الواحد منا شيطان نفسه الذي يسول له في كل لحظة  أن يسخر من الحق وهو في الحقيقة لا يسخر إلا من  نفسه  فالحق شامخ لا يؤثر فيه مؤثر  وثابت لا يغيره متغير، وهناك فئة من الناس تسعى لكسب القلوب ورأب الصدع والدعوة إلى كلمة سواء  وفي المقابل  تتعنت فئة أخرى  وتأبى إلا أن تسلك سبيل الهوى  وشيطان النفس  في محاولة لطمس معالم الحق  وكل ذلك ظاهرٌ للعيان  فالحق أبلج والباطل لجلج ولكل فارس ميدان.
ونوجه هنا الثناء العاطر والتحية الزكية لأولئك  الذين يعملون وينتجون  ويتركون بصمة واضحة يعم نفعها الجميع، تحية ملؤها التقدير والاحترام ممزوجة بالفرج مصحوبة بالفخر للذين ينقلوننا من ابتكار إلى ابتكار فما أحوجنا إليهم أحبتي القراء الكرام، وإني لأتأسف كل الأسف  حينما لا يجد هؤلاء من يدعمهم ويأخذ يأيديهم  للرقي بابتكاراتهم وتقديمها للمجتمع فتموت الفكرة  ويذهب الجهد أدراج الرياح، فالعُماني قد قال كلمته منذ القدم  وتبوأ مكانته العُليا بين الأمم وبرع في شتى الفنون وطرق كل العلوم، وليس هذا بغريب على أهل عُمان بين كل الديار  ولا يختلف اثنان على أنهم قادة المحيط وأسود البحار، والأدلة والبراهين موجودة إلى يومنا هذا منذ العصور الغابرة سواءً بإهراق الحبر أو بالنقش على الحجر  ، ولا يخفى على الجميع حضارة عُمان القديمة فعرفت بمجان ومزون  وهي مرتع للعلم منذ أزمنة سحيقة وحينما أشرق نور الإسلام على عُمان  نشروه عبر البحار وخلفوا المؤلفات والمعالم والآثار  فهم الفرسان في ميدان الحق ولا يُشق لهم غبار.