شيء محزن

0
1637

 

مقال بقلم / يعقوب بن راشد بن سالم السعدي

لقد صنعت الأحداث من حولنا كثيرا من المتغيرات التي خرجت عن السلوكيات المقبولة والمحمودة في مجتمعنا الخليجي ، الأمر الذي وصل إلى التراشق والتقاذف وتعرية بعضنا بعض وإن كنا مستورين بكلمات يرفضها العقل قبل الدين ، كل صلات الرحم والنسب والأخوة والجيرة والصداقة يدفنها الجهلاء ويواريها التراب رغم أنف العقلاء ، فقد أصبح السفها يروج ويسوق للمغالطات والفتن التي تقض المضجع وتشير الجدل وتوغر الخنجر في خاصرت أمة الخليج العربي من أجل الثرثة والتشهير والفتنة والقطيعة ، وما يثير الجدل ولا يقبله العقل ولا يتقبله أي عاقل كان صغيرا أو كبيرا هو ترديد بعض الشخصيات المعروفة في الخليج من إعلاميين وصحفيين ورجال دين وشعراء وغيرهم لكلام المارقين من الحثالة على إنها حقائق ولا بد من الوقوف عندها أو تبنيها بغرض الرد والتعنيف من أجل ما يسمونه سمعه وطن ومواطن ، بينما في الحقيقة هم من يسهون إلى تدمير كل وطن ومواطن ، وأول مواطن ووطن هو موطنهم ومواطنيهم .
السائد الآن في الدول الجوار وعامة دول الخليج الكراهية والبغضاء والشحن والمبالغة في الردود على بعضنا البعض بسبب أو دونه ، والأمر كله لأته فلان أطلق تغريده أو فيديو أو رسالة أيا كان نوعها وبدأ الجميع يطبل خلفه دون وعي وإدراك ليطال التفشي الجميع وكأنه مرض يسري في الجسم أو نار تحشوا في الهشيم ، ما هذا الجهل الذي يظهر جليا في عقول هذا الجيل ، ما هذا التفلت والإنسياق نحو الخطيئة دون وعي وإدراك ، هل نريد أن نصل إلى إن ينحر بعضنا بعض ويقتل بعضنا بعض ونريق دما بعضنا بعض من أجل لا شيء ؟ .
تصفيات كأس آسيا أصبح كأس خصومة مع أبناء الخليج ، ومن المفترض أن يكون كأس تجمع وإخاء وسلام وتبادل أطراف احاديث ودية وتوثيق عرى الترابط والإنسجام والمحبة والوئام بين شعوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم وليس العكس ، فما حدث من خروج عن خط سير تصفيات كأس آسيا يدعوا إلى القلق والريبة ، لقد مسح البعض بكل شيء لوحة وما خط به من صلة دم ومحارم جيره وعمق صداقة ، وللأسف الشديد كل هذا حصل من شباب مراهقين أو عديمي الوعي وأصبح يتناقلة الجميع ويسرده ويروج له ، ووصل الأمر إلى الشتم والدخول في تاريخ وحضارة وأصالة أبناء الخليج الواحد ، الأمر عندما يتجاوز المعقول ويدخل إلى نطاق التجريح فهذا يعني إنفلات الأمر عن السيطرة من قبل الحكومات في إدارة شعوبها

على كل حكومة من دول الخليج أن تقف ضد هذا الهرج والمرج ، ضد هذا التسويق الضال وتضع له حد كلا في حدود دولته ومع شعبة ، فإن سمحت الحكومات بإستمرار هذه السفونية المشروخة سوف يقع في المستقبل القريب أو البعيد ما لا يحمد عقباه ، فما كان اليوم شرارة قد يكون غدا لهب سعير لا تطفئه حتى الدماء ، فلا بد من قمع كل من تسول له نفسه من زعزعة أمن هذه الأمة الواحدة ونشر سمومة عبر أي منفذ تواصلي أجتماعي أو إعلامي ، وعلى القيادات أن تبدأ بمن هم في قمة الهرم من الإعلاميين في التلفزة والصحافة أو أجهزة التواصل الإجتماعي من يسمح لنفسه أن يوقد النار أو يزايد على حطبها ، الجميع أصبح يشعر بالسوء لما يدور رواحيه وطواحنه في الوسط الخليجي منذ الدخول في الحرب على اليمن وحتى الآن ، فقد خلقت السياسة الكراهية وأدخلتها في قلب المواطنة من أبناء الخليج ، فأصبح المواطن الخليجي عامة والبعض وليس الكل ، لا يفصل بين السياسة والدين والحياة الإجتماعية بما فيها الكرة .

لابد من تدارك الفأس قبل أن يسقط على الرأس وعلى أوليا الأمر في الخليج والمسؤولين إيجاد مخرج حقيقي لهذه الأزمة التي طالت كل شبر من الحياة الإجتماعية لأبناءها ، لقد كنا نعيش في حب وسلام ووئام ، وأصبح الآن لا يأمن بعضنا بعض بسبب ما يدور حولنا ، فلا نعلم ما يظهره ذاك أتجاهنا وما يظمره ، فإلى أين المساق ؟!! ، إن كان حدث رياضي صنع فينا ما صنع وهو سبيل للتجمع والألفة وإكتساب الخبرة والمنفعة أصبح وكأنه سلاح يقطع من جهتين وقد تكون قبضته سكين !! .. من يعلم ذلك ؟!! .