العامرات /عيسى بن عبدالله القصابي
احتفل في ولاية العامرات بافتتاح جامع الحشيّة الذي تم بنائه بالجهود الذاتية لأهالي بلدة الحشيّة وأصحاب الأيادي البيضاء والذي جاء كأحد المعالم الحضارية والمنارات الإسلامية التي تشهدها السلطنة في ظل النهضة المباركة، وذلك تحت رعاية فضيلة الشيخ القاضي محمد بن سالم بن محمد الأخزمي رئيس محكمة الاستئناف بمسقط بحضور عدد من مشايخ وأعيان وأهالي الولاية.
بدأ الحفل بكلمة ألقاها الشيخ أحمد بن خلفان بن سالم الشبلي مسؤول بلدة الحشيّة رحّب في مستهلها براعي الحفل والحضور شاكرا أهالي بلدة الحشيّة وأصحاب الخير من أبناء الوطن العزيز على تكاتفهم ومساهمتهم في بناء الجامع موضحا أهمية وجود جامع كبير في البلدة نظرا للتوسع العمراني الذي تشهده، داعيا الله عز وجل أن يكون المشروع صدقة جارية لكل من ساهم في بنائه، حيث أن بناء المساجد من أسباب دخول الجنة، وهو عمل صالح عظيم الثواب امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة”.
وألقى الشيخ ناصر بن محمد الزيدي محاضرة حثّ فيها أصحاب الأموال أن ينفقوا مما أعطاهم الله من فضله خاصة في بناء بيوت الله على أرضه حيث يقول الرسول الكريم: “اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” فعليهم أن يضعوا أموالهم في محلها ليكون لهم أجران، أجر الاكتساب وأجر الانفاق، وأشار إلى أن دور المسجد ليس لتأدية الشعائر فحسب، فالصحابة الذين تربّوا على يد النبي صلى الله عليه وسلم تخرجوا من المسجد، فلابد أن تكون هناك حلقات علم في المساجد وأن يجتمع الناس بها بغية التشاور والتناصح، وقال: إن أهل السماء يرون المساجد كما نحن نرى النجوم في السماء، فنتمنى أن تكون في هذا الجامع حلقات علم مستمرة تتدارسون فيها كتاب الله عز وجل وسنّة نبيّه عليه السلام، وتستعينوا على بعضكم ببعض، فالمؤمن مرآة أخيه والكل محتاج للآخر ، وأن يكون هذا الجامع جامع لكل خير.
تضمن الحفل كذلك أناشيد دينية قدمها المنشد محمد الوهيبي، وسحوبات لأداء العمرة مدفوعة التكاليف قدّمتها إحدى حملات الحج والعمرة وفاز بها عدد من الحضور، وعروض مرئية لمراحل بناء الجامع قدّمتها اللجنة الإعلامية والثقافية لفريق الحشيّة الرياضي، وقد شيّد الجامع على مساحة ٦٠٠ متر متضمنا عدد ٧ دورات مياه ومواضىء داخلية وخارجية ومنزل الإمام ومحلّين تجاريين ومرافق أخرى ،وهو يتّسع لعدد (1200) مصليا الى جانب مصلّى النساء على مساحة ١٨٠ متر٢، كما يتوفر بالمشروع نظام الصوتيات والمرئيات ذات مواصفات حديثة وهو مجهّز كذلك بنظام مراقبة داخلي وخارجي وغرفة تحكم، وبلغت التكلفة التقديرية للمشروع ١٦٠ الف ريال عماني، وإلى جانب الجامع تم بناء مجلس عام لأهالي البلدة، وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع (2076) متر2، ومساحة البناء العامة (900)متر2.
