المسالخ البلدية بين التأهيل والتطوير ..   

0
1659

  محور حديثنا في مقال اليوم عن المسالخ البلدية ومدي تهيئتها لاستقبال الأضاحيي خلال أيام الأعياد … ربما يعلق البعض ان المسالخ موجودة منذ فترة وكان حالها كذا و كذا وماهو الجديد في موضوع هذا المقال!!! …

  في اعتقادي ان الحال قد تغير الان خصوصا بعد تنبيهات وزارة البلديات الإقليمية من خطورة الذبح في الأماكن غير المهيئة نتيجة لانتقال بعض الامراض التي بات تهدد سلامة وصحة المواطنين.. تنبيهات وتحذيرات عرضت بطريقة جميلة من حيث وضوح المعلومة وتبيانها للمتلقي واسوب عرضها …

ولكن السؤال هنا هل رافق ذلك تهيئة المسالخ لاستقبال الاعداد الكبيرة من الأضاحي لاسيما ان السواد الأعظم من المواطنين كان يقوم فيما سبق بالذبح في المزارع والأماكن غير المخصصة  !!؟؟ .

نقدر جهود وزارة البلديات وما تتبعها من بلديات إقليمية في توعية المواطنين حول ما ذكر ولكن للأسف لم يرافق ذلك الارتقاء بمستوي المسالخ وانا أتكلم هنا عن المسالخ الموجودة في المحافظات وعن تجربة شخصية حصلت لي عندما عشت  مؤخرا محنة الذبح في المسلخ البلدي التابع لإحدى ولايات محافظة الداخلية اثناء أيام عيد الفطر المبارك وبالفعل كانت تجربة صعبة ومريرة عانيت خلالها الامرين مما حصل لي وللأخوة المتواجدين وقتها … انتظار بالساعات تجاوز الخمس ساعات و عدم وجود تنظيم في توزيع الأدوار والعمل بمبدأ( يالي اعرفه اقدمه) بل الأدهى والامر هو  انعدام النظافة في المسلخ والذي من المفترض بما انه  مسلخ بلدي اول من  يطبق معايير السلامة  فتجد منظر المواشي المذبوحة وهي ملقاه وكأنها  تعرضت لحملة إبادة ناهيك عند عدم توفر الأماكن المخصصة للانتظار بل واصبح  المكان  المخصص  للصلاة بمثابة مقر نوم للمتعبين والفارين  من طول الانتظار…. 

كل هذا موثق بالصور لمن أراد التأكد من قبل الجهات المعنية.

الي هنا وكنت احسب ان الحالة فردية  والأمور طيبة في المسالخ الأخرى الي ان علمت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتحقيقات التي أجرتها بعض الصحف المحلية ان الوضع قد يكون عام وان السلبيات جلها  مشترك من قلة العاملة وانعدام النظام والنظافة وهذه نتيجة متوقعة نظراً  للإمكانيات المحدودة التي تعاني منها بعض المسالخ التي لم تصل  اليها يد التطوير، أو التحديث، وبقيت على حالها منذ سنوات رغم تعاقب الشركات المشغلة لها والذي أغلبها يعمل  بمبدأ مشي حالك  ، ومن الملاحظ كذلك ان الشركات التي تفوز بمناقصات التشغيل للمسالخ  ليس لديها القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المواشي التي تفد إلى المسلخ، لأسباب عدة منها  قلة  الأيدي العاملة بها، وغياب  المعدات الحديثة التي تضمن سرعة العمل وجودته ، هذا غير ان القدرة الاستيعابية لبعض المسالخ ضعيفة للغاية وذلك لصغر مساحتها رغم ما يفد إليها من اعداد كبيرة من الأضاحي .

  اعتقد ان الآوان لوزارة البلدية الإقليمية تقييم الوضع الراهن لبعض المسالخ في عدد من الولايات وليكن عيد الفطر المنقضي وما تم فيه من احداث تخص المسالخ بمثابة تجربة اختبار ورجع صدي لها يتم بعدها تلافي وعلاج السلبيات التي طفت على السطح وبقوة … المسالخ البلدية من المفترض ان تكون هي الملاذ الأمن لمن يرغب فلنجعلها كذلك.  

 ناصر بن سلطان العموري  

abusultan73@gmailcom