كتب / عيسى بن عبدالله القصابي
احتفلت. الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا مساء امس بتخريج كوكبة جديدة من طلبة البكالوريوس في الطب العام والصيدلة والعلوم الصحية تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيدتحت رعاية معالي الدكتورةراوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي بحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة، وعدد من رجال الأعمال ورئيس مجلس إدارة الجامعة الوطنية الشيخ سالم بن سعيد بن حمد آل فنه العريمي وعضو مجلس الإدارة الفاضلة خلود بنت محمد بن راشد آل فنه العريمية ، و عضو مجلس الإدارة فدوى بنت سالم بن سعيد آل فنه العريميه،كما شارك في الاحتفال الدكتور آلي كارشيناس نائب الرئيس المشارك للبحوث الإكلينيكية والتقدم المؤسسي بجامعة وست فرجينيا الأمريكية ممثلا عن جامعته التي ترتبط معها الجامعة الوطنية فيما يختص التعاون الأكاديمي.
كما حضر المناسبة عميد الكلية الدكتور صالح بن محمد الخصيبي والدكتور ياسين بن موسى اللواتيا عميد كلية الصيدلة والدكتور عبداللة الغيلاني نائب العميد البروفسور محمد بن علي الشافعي نائب العميد للشؤون الاكلينيكية بصحار وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية.
وقد تم في هذا الحفل الرائع تخريج 132 طبيبا من الدفعة الحادي عشر و 72صيدلانيا من الدفعة الثانية عشر.
أُستهل الحفل بالسلام السلطاني وآيات من القرآن الكريم.
بعدها قام الشيخ سالم بن سعيد بن حمد آل فنه العريمي بإلقاء كلمته الترحيبية التي قال فيها أبنائي وبناتي الخريجيين الأعزاء أهنئكم بهذه المناسبة السعيدة وأتمنى لكم مستقبلاً مشرقاً مليء بالنجاحات ، كما أُبارك لعوائلكم الكريمة ولأعضاء الهيئة التدريسية هذا الإنجاز الذي تحقق بجهود الجميع.
واضاف أنتهز هذه المناسبة السعيدة للتأكيد بإن القائمين على مؤسساتنا التعليمية وبدعم من الجهات الحكومية المختصة حريصون دائماً على تطوير وتحديث البرامج الأكاديمية المعتمدة لرفع المستوى العلمي لطلبتنا الأعزاء مما جعل مؤسساتنا التعليمية تتميز بجودة مخرجاتها العلمية حيث أمتدت شهرتها الى خارج حدود السلطنة لتشمل دول الخليج ودول أخرى.
تلتها كلمة للدكتور آليكارشيناس نائب الرئيس المشارك للبحوث الإكلينيكية والتقدم المؤسسي بجامعة وست فرجينيا الأمريكية وجه خلالها ثلاث رسائل للخريجين بمؤكد على انها بسيطة بالنسبة لهم .حيث قال رسالتي الاولى أن تكونوا مثاليين أنتم مستقبل سلطنة عمان و إن المُثـُـلَ العليا لجيلكم لإيجاد عالم يكون لكم فيه التأثير بعيد المدى من خلال تقليل التفاوتات بين الصحة والثروة في مواجهه التحديات العالمية يُـعـتـَـبَر حيويا لوئام وبقاء كوكبنا. وكما كتب الكاتب الأمريكي الشهير كورت فونغوت ، ” انا إنساني النزعة، وهذا يعني في جانب منه،أني حاولت أن أتصرف بكرامة دون أن أتوقع أية مكافآت أو عقاب بعد موتي”.
رسالتي الثانية لك هي المشاركة! في الوقت الحاضر ، مع اختراق الهاتف والكمبيوتر اللوحي وتكنولوجيا الكمبيوتر حياتنا اليومية ، أصبحنا معزولين بشكل متزايد عن بعضنا بعضاً. انخرطوا مع أصدقائكم وعائلاتكم – اغلقوا الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وتحدثوا معهم حول الأمور اليومية. قوموا بحماية وقتكم من أجل الأشياء التي تهمكم: و تهم أصدقائكم ، أو عائلتكم ، أو مهنتكم ، أو مجتمعكم ، أو إيمانكم ، أو تدريبكم ، أو تطوعكم في مجتمعكم. و كذلك ، ليكن لكم هدف في حياتكم لإحداث تأثير على مرضاكم ومجتمعكم ، ومهنتكم. الهدف يعطي معنى لكل ما نقوم به ، لقراراتنا حول ما يجب القيام به ومتى نقوم به. ايها الخريجون، الآن بعد ان حققتم إنجازًا هامًا في مسيرتكم التعليمية ، أصبحت بوابات المعرفة ، والخبرة ، وتحقيق الذات على وشك ان تفتح لكم. أرجو أن تنظروا إلى عالمكم هذا بما يسمح لكم توسيع رؤيتكم من خلال التسامح والصبر والغفران والمحبة والتعاطف والتنوع. هذه الصفات البشرية هي مفتاح بقائنا كبشر كما أنها تشكل قيَمنا الأساسية. اقتبس من ستيفن جريليه ، “سأمر عبر هذا العالم ولكن مرة واحدة. لذلك فأي شيء جيد أستطيع أن أفعله ، أو أي لطف أستطيع أن أظهره لأي إنسان دعني أفعله الآن. دعني لا أؤجله أو أهمله ، لأني لن أعود عبر هذه الطريق مرة أخرى

والقى عميد الكلية الدكتور صالح بن محمد الخصيبي كلمة قال خلالها
يخضع طلابنا للتدريب السريري الكامل في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة. ونود ان نعرب عن عميق امتناننا لكل الدعم الذي نتلقاه من وزاره الصحة ، والمديرين العامين ، ومن جميع كبار الإداريين والصيادلة والأطباء والممرضين في مستشفيات صحار والرستاق و المسرة، و كذلك الصناعات الدوائية و الصيدليات. ونحن نقدّر تقديرا عاليا جهودهم الكبيرة والمساهمة في تدريب خريجينا من الطب و الصيدلة.
يمثل هذا اليوم بداية فجر جديد ، لم يكن ممكنا الا بالمثابرة المستمرة والالتزام الكبير من أعضاء المجلس التنفيذي للجامعة لجعل الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا حقيقة واقعة ومنارة في تطوير التعليم العالي في سلطنة عُمان. إننا نشكرهم علي رؤيتهم بعيدة النظر وتفانيهم وتضحيتاتهم.
تدار برامجنا الطبية والصيدلانية في شراكة أكاديمية مع كليّة الطب بجامعة وست فرجينيا. و نحن نود أن نعرب عن خالص شكرنا لجامعة وست فيرجينيا على كل دعمهم ومساهمتهم.
حتى تاريخه ، قامت كلية الطب وكلية الصيدلة بتخريج أكثر من 786 طبيبًا و 587 صيدليًا و 92 من خريجي العلوم الصحية الذين باتوا مندمجين في تقديم خدمات الرعاية الصحية. و هذا إنجاز عظيم ما كان ممكنا لولا العمل الشاق والجهود الضخمة التي قام ببذلها طواقمنا في كلا الكليتين. أود أن أشكر جميع عمداء ورؤساء الأقسام وأعضاء الهيئة التدريسية، والموظفين و الإداريين وموظفي الدعم. نشكرهم بإخلاص، هم الذين يعملون باستمرار لضمان حصول طلابنا على جميع احتياجاتهم التعليمية أثناء تدريبهم.
بعد ذلك القى اثنين من الخريجين من برنامج الطب والصيدلة كلمتيهما نيابة عن زملائهم حيثأعربافيها عن شكرهماللكلية ولكل من ساهم في مسيرتهم العلمية.
بعدها قام راعي الحفل بتسليم جوائز قيمة للفائزين في المجالات التالية:
أولاً”جائزة التميز الأكاديمي” للطلبة المجيدين دراسيا فاز بها كلا من الخريجه مريم بنت سليم بن مفتاح اليعقوبي وعلاء محمد احمد محمد سليمان ، الجائزة مقدمة من الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي.
ثانياجائزة خدمة المجتمع للطلبة الأكثر فعالية في الأنشطة الخارجية بخدمة المجتمع والمقدمة باسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ محمد بن راشد آل فنة العريمي‘حيث فاز بهذه الجائزة كل من الخريج زيد بن مقبول الخابوري ، سلطان بن محمد المزروعي ، جهاد عادل عطوة حسن ، ثريا بنت جمعة بن مطر صالح البلوشي لنيل هذه الجائزة.
كما أعلنت الكلية عن تقديم منحة تدريبية خارجية وذلك للطلبة المتميزين أكاديميا والمقيدين بالسنة الأخيرة من دراستهم وقد فاز بها علاء محمد احمد محمد سليمان وتسنيم طارق ابراهيم الطيب. من برنامج الصيدلة مقدمة من الدكتور محمد علي أحد مؤسسي كلية عمان الطبية.
بعدها بدأت مراسم التخريج بتكريم الخريجين الحاصلين على مرتبة الشرف بامتياز في الطب والصيدلة وهم الخريجة مريم سليم مفتاح الياقوبي ، علاء محمد أحمد محمد سليمان ، وتسنيم طارق إبراهيم الطيب ،
بعد ذلك قام الشيخ سالم بن سعيد بن حمد آل فنه العريمي- رئيس مجلس إدارة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا بتقديم الهدية التذكارية لراعية الحفل معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي .
هذا ويعد تخريج الدفعة الحاديةعشر للأطباء والدفعة الثانيةعشر للصيادلة إنجاراً لهذه المؤسسة الأكاديمية التي تاسست في عام 2001 والتي أخذت على عاتقها رفد المجتمع العماني بالأطباء والصيادلة ذوي الكفاءة العلمية والمهنية العالية.
وتعتبر كلية الطب والعلوم الصحية بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا أول كلية طبية خاصة مرخصه من قبل وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة بسلطنة عمان حيث ترتبط بالشراكة الاكاديمية مع جامعة وِست فيرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية، ويدرس في الكلية بالإضافة الى الطلاب العمانيين عدد من طلاب مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من الدول الأجنبية.
والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا هي مسمى جديد هدفها اعادة تحويل المشهد التعليمي في سلطنة عُمان والمنطقة. وهي انبثاق لاندماج الكليات الرائدة في سلطنة عمان، كليّة كالدونيان للهندسة، و كليّة عُمان الطبية ، كلاهما أنشاء كبيت خبرة للبحث العلمي والتعليم المتميز في السلطنة.
وتعمل الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا عبر أربعة فروع في سلطنة عُمان. تقع كلية الهندسة في الحيل الجنوبية ، و كلية الطب في صحار،ومركز الدراسات التأسيسية في مرتفعات المطار، وكلية الصيدلة مع مكاتب الجامعة في بوشر.
تتجسد طموحات أصحاب الجامعة الوطنية في رؤية الجامعة التي تم تحديدها في أن “تكون جامعة معترف بها دوليا تشتهر بتميزها في التعليم والبحث العلمي ، مدفوعة بالقيم الاجتماعية”. وتضطلع الجامعة بمهمة ” تحويل الطلاب إلى مواطنين عالميين في البحث عن المعرفة وتطبيقها لتحسين المجتمع”.
ولتحقيق الممارسات والمعايير العالمية في تقديم البرامج الاكاديميه ، حصلت الجامعة الوطنية على الارتباط مع مؤسسات عالمية رائدة من بريطانية، والولايات المتحدة الإمريكية مثل : جامعة غلاسكو كالدونيان في اسكتلندا، وجامعة ويست فيرجينيا ، وجامعة ساوث كارولينا في الولايات المتحدة.
تتم صياغة و توجيه المبادرات الاستراتيجية للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا من قبل مجلس الأمناء ، الذي يتكون من عضوية شخصيات بارزة من مجالات متنوعة من الانشطة حول العالم.
وتتميز الجامعة ببيئة متعددة الثقافات تضم طلابا من 33 جنسية وأكثر من 4200 طلالب وطالبة في أحرامها الجامعية، مما يجعلها جامعة عالمية حقا.
ويهدف مؤسسي الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا بأن تنال الجامعة الاعتراف الدولي وان تصبح متميزة في التعليم والبحث العلمي تقودها في ذلك القيم الإجتماعية. وستسعى الجامعة إلى تنفيذ رسالتها المتمثلة في تحويل الطلاب إلى خريجين عالميين يسعون لإكتساب المعارف وتطبيقها للإرتقاء بالمجتمع. يؤمن المؤسسون إيماناً راسخاً بأن الجامعة الوطنية تتطلع للوصول إلى آفاق جديدة من التميز في العلوم والتكنولوجيا، وأن ينظر إليها بإعتبارها رمزاً للتعليم العالي والبحث العلمي في سلطنة عمان.