التخطيط الناجح يحتاج لتكاتف الخبرات مع المعرفة والتطور التقني، ولا يمكن أن ينجح التخطيط من خلال اجتماعات وندوات وورش عمل ودراسات فقط، فأهم عامل لنجاحه هما الإرادة والإدارة، فالارادة أداة قوية تساعد على تخطي
الصعاب ولا تثني صاحبها عن تحقيق هدفه، والإدارة هي العقل الذي يتخذ القرار وهي الموزع للمهام والمتابع لجميع مراحل التخطيط، يظن البعض أن نجاح التخطيط يكفي القيام باجتماعات يحضرها البعض لتبادل الرؤى والأفكار ومنها يأتي التخطيط.. ولكن هل يعقل أن ينجح تخطيط لا يقوم على دارسة الواقع وحساب المتوقع مستقبلا؟؟ بالطبع أن ذلك من سابع المستحيلات فالتخطيط الغير قائم على دراسة الوضع حساب توقعات المستقبل لن يمضي كثيرا حتى يسقط في فخ الفشل. وفي عصرنا الحالي ساهمت التكنولوجيا في تيسير العديد من عمليات التخطيط والبناء والمتابعة بل وفرت الجهد والوقت والمال كما مكنت مستخدمها من الوصول إلى نسب عالية من الدقة ، وإهمال الاستفادة من الحلول العديدة سيعرقل خطواتنا في الوصول لأهدافنا التي نسعى إليها، ومن خلال وجود حكومة الكترونية نستطيع تسريع خطواتنا .. ولقد خططت حكومتنا الرشيدة لتطوير أداء مؤسساتها وتبسيط الإجراءات على المواطنين والمقيمين، وتمكنت بعض تلك المؤسسات من الوصول لذلك الهدف من خلال التحول إلى الحكومة الإلكترونية، وكان متوقعا أن ينتهي العمل بتحول العديد من المؤسسات للحكومة الالكترونية بنهاية العام الماضي، إلا أنه لم يتحقق سوى جزء بسيط من طموحاتنا كمواطنين في هذا المجال، مع العلم بأن دول العالم بدأت بتطبيق نظام الحكومة الذكية ..
وهنالك خلط بين مفهوم حكومة إلكترونية وحكومة ذكية لدى الكثيرون، بل أن هنالك من يظن أن التعامل بالبريد الالكتروني هو حكومة الكترونية، نستطيع تعريف الحكومة الالكترونية على أنها قيام المؤسسات الحكومية بتوفير خدماتها من خلال الشبكة العنبكونية للجمهور والمؤسسات الأخرى ، أما الحكومة الذكية فهي حكومة إلكترونية تفاعليه تستوعب الطلبات المتزايدة بطريقة ديناميكية وتنشر خدماتها على الأجهزة المتنقلة بطريقة آمنة وفعالة ،كما أنها تتفاعل مع المستخدمين وترد على الاستفسارات ، وتمكنت بعض مؤسساتنا من الوصول إلى مستوى جيد من الحكومة الذكية كشرطة عُمان السلطانية. الحكومة الإلكترونية تسهم في الارتقاء بالعمل ورفع جودة الخدمات المقدمة في المؤسسات كما تسهم بشكل كبير في الحد من ظهور وسائل الفساد الإداري والمالي ، ناهيك أنها تسهم في توفير الأموال …
وعلى الرغم من أهميتها وتعدد فوائدها فإننا نلحظ بطءا في التحول إليها في العديد من المؤسسات! والسؤال الذي يطرح نفسه : ما الذي يعيق تطبيق الحكومة الالكترونية فيها؟ ومتى تتوقف المراسلات الورقية ؟ ومتى يكون ضغطة فأرة الكومبيوتر أو لمسة جهاز الهاتف كفيلة بإنهاء وإنجاز المعاملات ؟ الوصول للحكومة الالكترونية ليس هدفا صعبا، وهو ليس حلما طالما هنالك تخطيط يعتمد على الإرادة والإدارة ، ويظل طموحنا كبير في تسريع العمل بل نؤمل أنفسنا أن يكون هذا العام عاما تنتهي كل المؤسسات من الوصول إلى الحكومة الالكترونية، وسنظل نترقب الوصول للحكومة الذكية والذي نتمنى أن لا يتأخر كثيرآ
بقلم : محسن بن سيف الشرياني