الزراعة ” تواصل جهودها لرفع خصوبة وكفاءة التربة لزيادة الإنتاج الزراعي

0
1793
7.07% نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في السلطنة من جملة المساحة الكلية 31.43 مليون هكتار
تبلغ نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في السلطنة حوالي 7.07% من جملة المساحة الكلية والبالغة حوالي 31.43 مليون هكتارا، وتقلصت النسبة نتيجة مشكلة تملح الأراضي والتي هي من أصعب التحديات الكبرى التي تواجه قطاع الزراعة في السلطنة في الوقت الحالي، وتسود التربة الرملية والرملية الطميية أراضي السلطنة المروية لذا نجد بناءها ضعيف ونفاذيتها وتهويتها عالية ومقدرتها على حفظ الماء ضعيفة. وتبذل وزارة الزراعة والثروة السمكية جهودا في سبيل المحافظة على خصوبة التربة وإنتاجيتها من خلال إجراء العديد من التجارب البحثية لزيادة الخصوبة والإنتاج النباتي.
       تعرف خصوبة التربة بأنّها قدرة التربة وقابليتها لتزويد النباتات والمحاصيل المزروعة فيها بكلّ ما تحتاجه من العناصر والمغذيات الضرورية لسد حاجتها من أجل النمو والتكاثر والقدرة على العطاء مثل النيتروجين، والبوتاسيوم، والفسفور، وبعض العناصر الأخرى اللازمة مثل الكالسيوم والنحاس والتي تحتاجها المحاصيل لكن بكميات قليلة، كما أنه لابد من إحتوائها على بعض المواد العضوية الهامة لبنية التربة وقوامها وتماسكها وحفاظها على الرطوبة والمغذيات بداخلها والتي يمكن الحصول عليها بإضافة بعض الأسمدة الزراعية في حالة عدم تواجدها في التربة.
والتربة الخصبة لها ثلاث مستوياتٌ وهي المستوى الفيزيائي ويعتمد على نوعية التربة، والمصدر الذي تكونت منه، وعمقها، وطبيعة المادة المعدنية التي تكونت منها، وأيضا المستوى الكيميائي ويعتمد على نوعية وكمية المواد المعدنية والأملاح الموجودة في التربة واللازمة لنمو النبات. المستوى الثالث هو المستوى الحيوي ويعتمد على مدى نشاط الكائنات الحية الدقيقة والحيوانات والتي تعمل على تحويل المواد العضوية إلى مواد أولية تستطيع النباتات الاستفادة منها في عملية الأيض، إضافةً إلى دورها في تهوية التربة.
إلا أن مصادر التربة الزراعية الخصبة في السلطنة تعتبر من المصادر المحدودة، حيث تبلغ نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في السلطنة حوالي 7.07% من جملة المساحة الكلية للسلطنة والبالغة حوالي 31.43 مليون هكتارا، وتقلصت هذه النسبة نتيجة مشكلة تملح الأراضي والتي هي من أصعب التحديات الكبرى التي تواجه قطاع الزراعة في السلطنة في الوقت الحالي، وتسود التربة الرملية والرملية الطميية أراضي السلطنة المروية لذا نجد بناءها ضعيف ونفاذيتها وتهويتها عالية ومقدرتها على حفظ الماء ضعيفة.
إن محتوى التربة العمانية من المواد العضوية منخفض وهي مهمة في تحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية ولابد من إضافتها بعد تخمير المخلفات العضوية جيدا للتخلص من المسببات المرضية وقتل بذور الحشائش. كما تجدر الإشارة إلى أنه لا يعتبر محتوى السماد العضوي من العناصر الغذائية الكافية لإنتاج اقتصادي إلا إذا أضيف بكميات كبيرة، لذا فإن إضافة عناصر من سماد غير عضوي تكون ضرورية (التكامل بين إضافة السماد العضوي والسماد المعدني).
هناك مجموعة من العوامل الخارجية والداخلية  المؤثرة على خصوبة التربة في السلطنة ومن  أهم العوامل الخارجية الأمطار والرياح ودرجة الحرارة حيث  تؤثر كمية الأمطار السنوية والحرارة والرطوبة الجوية على خصوبة التربة لأنها تسمح للصفات الكامنة في التربة أن تظهر، فالتفاعلات الكيميائية والحيوية تنشط في بيئة رطبة وحارة وينتج عنها زيادة في المواد الغذائية الموضوعة تحت تصرف النباتات، بينما تتفاعل العوامل الداخلية فيما بينها لتكون خصوبة التربة، فالخصوبة لا ترتبط بغنى التربة بالكاتيونات والأنيونات الضرورية لتغذية النباتات والقابلة للامتصاص من قبل النبات مباشرة فقط وإنما ترتبط أيضاً بعوامل أخرى لا تقل عنها أهمية مثل حالة التربة الفيزيائية والتهوية وعمق التربة ونسبة الحصى والحجارة والطبوغرافية والنشاط البيولوجي وتوفر الماء في التربة وسهولة امتصاصه ونوع الدبال ونوع الصخرة الأم، أي أن خصوبة التربة تتعلق بالخواص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والطبوغرافية للتربة معاً.
هناك العديد من الجهود البحثية التي تقوم بها وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية و الحيوانية في سبيل المحافظة على خصوبة التربة وإنتاجيتها، حيث قام المختصون بمركز بحوث التربة والمياه قسم بحوث التربة بإجراء العديد من التجارب البحثية، ومن ضمن هذه التجارب تقييم إنتاجية الطماطم عن طريق ريه بمياه عذبة  ومياه مالحة بشكل تبادلي (1 إلى 1)، خلصت نتائج تلك الدراسة  إلى أن الطماطم والمحاصيل الشبيهه يمكن إنتاجها بصورة إقتصادية إذا تم ريها بشكل تبادلي بماء عالي الملوحة وبماء عذب بنسبة 1:1 مما يقلل إستهلاك المياه العذبة بنسبة 50% .
تم أيضا إجراء تجربة بحثية أخرى من قبل المختصين بالمركز تختص بتقنين استخدام الأسمدة الكيماوية، حيث تم إجراء التجربة في البيوت المحمية لتقدير الاحتياجات السمادية لمحصول الفلفل الحلو، ومن خلال هذه التجربة تم تقييم ثلاث جرعات مختلفة من الأسمدة الكيماوية على المحصول، وأثبتت نتائج التجربة أن زيادة كميات الأسمدة المضافة للتربة لا تعطي زيادة معنوية واقتصادية في كمية المحصول، وبالتالي فإنه يمكن إضافة أقل كمية من كميات الأسمدة المستخدمة بالدراسة لإنتاجية إقتصادية وتجنب تراكم الأسمدة بالتربة.
كما قام المختصون بالمركز بإجراء دراسة بحثية حول مقارنة إستخدام الأسمدة العضوية والكيماوية والخليط منهما على إنتاجية محصول الطماطم بالحقل المكشوف، حيث تبين من خلال نتائج هذه الدراسة أنه يمكن الإستغناء عن إستخدام 50% من كميات الأسمدة الكيماوية والتعويض عنها بإستخدام الأسمدة العضوية، كما إتضح أن عملية التسميد بالاسمدة العضوية والكيماوية معا هو أفضل الممارسات الزراعية التي تعطي أفضل إنتاجية وتحافظ على خصوبة وإنتاجية التربة على المدى البعيد وتحد من تلوثها وتملحها بالاسمدة الكيماوية.
وفي دراسة أخرى قام المختصون بالمركز بتقدير الإحتياجات السمادية للثوم المحلي، حيث تم إجراء تجربة حقلية في ولاية بهلاء بإحدى مزارع المواطنيين، حيث تم تجربة ثلاثة جرعات مختلفة من الأسمدة الكيماوية، ومن خلال موسمين متتاليين أشارت نتائج الدراسة إلى أنه يمكن إستخدام أقل جرعة سمادية مستخدمة بالدراسة للحصول على إنتاجية جيدة وهذا سوف يقلل من كميات الاسمدة المضافة، ويقلل من تكاليف الإنتاج لدى المزارع ويصون بيئته الزراعية من الإسراف في إستخدام الأسمدة دون مبرر.