تأكيدًا على أهمية التعاون بين دول الخليج والاستفادة من تجاربها بلدية مسقط تستفيد من تجربة البحرين

0
1700

تحدث الدكتور خالد بن داوود الزدجالي مدير عام المديرية العامة لتقنية المعلومات ببلدية مسقط عن أهمية الزيارة التي قام بها وفد البلدية مؤخرًا لمملكة البحرين الشقيقة، وتم خلالها الالتقاء بعدد من الجهات المعنية بالعمل البلدي، إذ أشار بالقول بأن هذه الزيارة” تأتي من منطلق حرص بلدية مسقط على تكاملية الأدوار، وأهمية الاستفادة من تجارب العمل المشترك بين البلديات، والجهات الداعمة للعمل البلدي، كما أريد لهذه الزيارة أن تخرج بتطبيقات عملية لتطوير أنظمة العمل الحالية التي تباشرها المديرية العامة لتطوير الخدمات ببلدية مسقط بالتعاون مع إدارات ومديريات البلدية الأخرى

فضلًا عن تطلع البلدية من التعرف على جوانب الاستفادة من دور القطاع الخاص وملاك العقارات والمباني في الاستثمار بمجالات البنى الأساسية، واسهامهم كذلك في عمليات التطوير بالمشاريع التي تُــنفذ أو المنفذ منها، ليتسنى للوفد مناقشتها عند التخطيط للقرارات العامة على المستوى المحلي، وطرحها للمجتمع ولكافة القطاعات لتنظر لها كلٌ من تلك القطاعات بحسب اسهامها ودورها المأمول.


كما استفاد الوفد المكون من عدد من المختصين في القطاعات الإدارية ببلدية مسقط من العرض الذي قُــدم من جانب وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني والذي تضمن ايجاز عن تجربة العمل البلدي في مملكة البحرين، والمراحل التي مرت بها التجربة البلدية منذ بداية تأسيسها في العام 1919، مرورا بأول انتخابات بلدية ومسيرة التنمية والتطوير، كما تم التعرف على تقسم المملكة إداريًا وفق محافظاتها الأربع، والتشكيلة الهيكلية والإدارية للبلديات في كل من هذه المحافظات، إذ لكل محافظة بلدية يرأسها مدير عام يقابلها أمانة عامة في العاصمة وثلاث بلديات أخرى هي بلدية المحرق وبلدية الشمالية وبلدية الجنوبية. وفي هذا الإطار فقد التقى وفد بلدية مسقط بأعضاء المجلس البلدي في المحرق” وذلك بهدف الاطلاع على تجربة المجلس وجهود أعضاءه مع قطاعات العمل البلدي في البحرين، وبخاصة فيما يخص التعاون من أجل تطوير مناطقهم.


نظام بنايات للخدمات العقارية

استفاد وفد بلدية مسقط من زيارته لهيئة تقنية المعلومات والحكومة الإلكترونية العرض الذي تم تقديمه حول نظام” بنايات” والذي تم تدشينه مؤخرًا في مملكة البحرين باعتباره إحدى أهم مبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بالمملكة، وذلك بهدف دعم ومواكبة الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين، والتي تنظر فيها المملكة للقطاع الخاص باعتباره شريكا أساسيا لتطوير الاقتصاد، ومساهمًا في كثير من قضايا مرتبطة بنوعية الأوعية الاستثمارية التي تدعم الاقتصاد البحريني في مجالات متعددة، وأهمها المشاريع الحيوية والخدمية التي تعزز من البنى الأساسية في المملكة، وتأتي الفكرة من هذا المشروع بالسماح للمكاتب العقارية التدقيق على الخرائط، واقتصار دور المهندسين بإدارة تراخيص البناء على أن يكونوا مراقبين للمباني فقط، وبهذا فإن من فوائد هذا النظام بأنه يسرع في وتيرة العمل بنسبة كبيرة، مع تحسينه وتطويره لبقية الإجراءات المرتبطة بالنظام (كالتدقيق، والتفتيش، والرقابة)، فهو يعمل بواسطة المكاتب العقارية في دور مراقبة وإدارة وتقييم خدمة ترخيص البناء من البداية حتى النهاية، وبطريقة تعزز التنافسية في مجال التنمية العمرانية .

التفتيش والرقابة على المباني

في جانب آخر فقد استُــعرض أمام الوفد عدد من المواضيع المتعلقة بإدارة التراخيص الموحدة للمباني، وأنواع تلك التراخيص إلى جانب أعمال الرقابة والتفتيش عليها، وأنواع المخالفات الإنشائية التي يتم ضبطها مع طرق تصحيحها وأنواع الشهادات أو التراخيص التي تمر بها أعمال الإنشاء والبناء، وفي هذا الجانب فقد استفاد وفد بلدية مسقط من العرض الذي قدمه المختصون في المديرية العامة لنظم المعلومات في وزارة البلديات والأشغال بمملكة البحرين، والذي تحدثوا من خلاله عن دورهم في تطوير الخدمات بما فيه تدشين نظام المخالفات، بالإضافة برامج كثيرة يمكن أن يستفاد منها في جانب تطوير الخدمات. وتمكن من تطبيقها في مجالات العمل لدى بلدية مسقط. بالإضافة لتعرف الوفد على إدارة نظم المعلومات الجغرافية التي تعتمدها القطاعات العاملة في البلديات بمملكة البحرين، والتي يسهل الاعتماد عليه من أجل التخطيط لعمل الكثير من القرارات، وإجراء أعمال متعددة منها الرصد لضبط وتتبع تصحيح المخالفات عن طريق نظام جاهز، بالإضافة إلى قضايا التهرب الضريبي وكيف وتجربة مملكة البحرين في مواجهتها.

التجربة البحرينية في الحكومة الإلكترونية
وبشكل أكثر تفصيلًا فقد استفاد الجانب العماني من خلال تعرفه على تجربة مملكة البحرين في مجال الخدمات البلدية الالكترونية، وبخاصة فيما يعنى بإدارة نظم المعلومات الجغرافية عن طريق أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ من أنظمة العمل الممكنة في التحول التقني وإدارة التغيير ونمذجة الإجراءات وإدارة تقديم الخدمات إلكترونيا، على اعتبار أن هذه التحولات تعمل على تقديم وتجويد الخدمات بتقانة أكبر باعتبارها تقلل من الجهد والوقت. كما تعرف وفد البلدية على التجربة البحرينية في مجال تقديم خدمات البلدية وفق خطة التحول الرقمي الذي أعدت له المملكة توقيتًا زمنيًا سارت باتجاه تحقيقه الموضوع ضمن برنامج عمل الحكومة ورؤية مملكة البحرين 2030 وبالتنسيق المباشر مع هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية، كما تضمن عرض المملكة الفوائد التي حصدتها البلديات في مجال الربط المعلوماتي وأثره في التسريع نحو التحول الرقمي بالخدمات المقدمة، وما لذلك في تعميمها للمستفيدين، لكسب رضاهم عن الخدمات المقدمة. الأمر الذي من شأنه أن يفيد وفد بلدية مسقط في التخطيط لبرامج العمل المتكامل الذي تم اعداده سلفًا، وتطعيمه بجوانب الاستفادة التي تم تقديمها من خلال العروض التي قُدمت أثناء زياراتهم، وبما يعمل على تفعيل التعاون والتكامل في مجال الخدمات البلدية الالكترونية.

يذكر أن تبادل الزيارات لتلقي الخبرات بين الجانب العماني ومملكة البحرين يؤكد ما لأهمية الأدوار التكاملية الناتج عن عمق الصلات بين البلدين في جوانب متعددة، في الوقت نفسه فهو اعتراف بأهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب التي تدعم التعاون في الشأن البلدي والمجتمعي، وبخاصة فيما يتعلق بتطوير الخدمات الإلكترونية، وتسهيل تلقي الخدمات العامة، وتوفير مقومات البنى الأساسية في نمط حياة الدول وشعوبها.