التأكيد على مفهوم تعزيز الاستهلاك الصحي والتسوق الصحيح

0
1110

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك يقبل المستهلكين على توفير احتياجاتهم لهذا الشهر من المطعم والمشرب وغيرها من السلع التي يحرص المستهلك على اقتناءها قبل حلول هذا الشهر .

 وتحرص الهيئة العامة لحماية المستهلك على تعزيز مفهوم الاستهلاك الصحي والتسوق الصحيح الذي لا يؤثر على ميزانية الأسرة ويحميها من الديون المترتبة على الإسراف في التسوق والهوس الشرائي الذي يعتبر سلوكاً يؤثر سلباً ويقض مضاجع بعض الأسر ويؤثر عليها سلباً.

وصفحة “المستهلك” تتناول اليوم آراء بعض الوعاظ والخطباء بشأن كيفية استقبال شهر رمضان المبارك، وأهمية الاعتدال في الطعام والشراب والملبس وغيرها من الأمور الكمالية التي يحتاجها المرء وأفراد أسرته في شهر رمضان، السلة الرمضانية في البداية يقول الشيخ سالم بن علي النعماني بالدور البارز للهيئة العامة لحماية المستهلك وبصماتها الواضحة في مساعد المستهلكين على أنفسهم ـ حسب قوله ـ

فالهيئة والقائمون عليها ومن يعمل بها يعينوننا على أنفسنا لأن أنفسنا أحياناً أمارة بالسوء سواء كنا تجاراً أو موردين أو بائعين أو مروجين أو حتى مستهلكين، فلابد أن يكون لنا عوناً من غيرنا، مستدلاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال “أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً” قالوا: يا رسول الله نصرته مظلوماً فكيف ننصره ظالماً قال “تأخذ فوق يديه”، والهيئة العامة لحماية المستهلك قائمة بهذا الدور ولهم الشكر والتقدير، وأيضاً الهيئة اختصرت لنا الطريق من خلال السلة الرمضانية التي تتوفر في أغلب المراكز بالسلطنة وفي كافة المحافظات خاصة وأن أغلب المواد الأساسية تتواجد في هذا السلة وربما أهمها عند أغلب المستهلكين بالسلطنة، وقد تساعد أيضاً في عدم التبذير والشراء قدر الحاجة وهذا ما نريد أن نحققه جميعنا فهي مبادرة طيبة منها.

اشتري بقدر مالك وعن قرب شهر رمضان المبارك قال الشيخ سالم النعماني: جميل أن يستقبل المسلمون شهر رمضان مثلما يستقبل الضيف ضيفه، نحن كمسلمين علينا الاقتداء دائماً بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقال الله سبحانه تعالى في كتابه “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً” والاقتداء برسول عليه الصلاة والسلام في كل حياتنا في سلوكنا وتصرفاتنا وتعاملاتنا وعبادتنا في أخذنا وعطائنا وفي بيعنا وشرائنا أيضاً، فالنبي عليه الصلاة والسلام تمر عليه ثلاثة أيام ولم يوقد في بيته نار، وكان طعامه التمر والماء، ولو نتذكر معاً حال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج يوماً فوجد أبوبكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ وقال ما الذي أخرجكما قالا أخرجنا الجوع فقال صلى الله عليه وسلم: أخرجني الذي أخرجكما، فذهبو إلى بيت أبي طلحة فستأذنو فأذنو لهم ثم جاء أبو طلحة بعذق فيه شيء من الرطب واعطاهم الماء ثم أخذ السكين ليذبح فقال صلى الله عليه وسلم “إياك والحلوب”، ثم قدم لهم الطعام ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر وعمر “إنكم لمسؤولون عن هذا النعيم يوم القيامة” ، فكيف هو الحال عندك أيها المستهلك في رمضان وبعد رمضان، فأغلبنا في رمضان نبذل ونستهلك كثيراً ولذلك علينا أن نعلم بأن منهجيتنا كمسلمين الوسطية والاعتدال في كل شيء، ونحن لا نقول للمستهلكين ألا يأكلوا ولا يشربوا فلا أحد يحرم ذلك، بل نقول كلوا واشربوا ولكن لا تسرفوا فقال الله سبحانه وتعالى: “يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”

وقال سبحانه وتعالى: “إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً” وقال سبحانه: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً، وقال في عباد الرحمن “والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً” إذاً نحن نأكل ونشرب ولكن في وسطية واعتدال لا إسراف، وللأسف الشديد يكثر هذا الإسراف والتبذير قبل شهر رمضان فهناك مبالغة في الشراء .

ولذلك علينا الالتزام وعدم الاسراف والتبذير، يقال بأن إحدى كبار السن تخاطب حفيدها وتقول له “لا تنزل الأسواق إن كنت مفلساً يزيدك غماً يا قليل الدراهم”، فمن الضروري أن نكون مثل ما قال الله وتعالى “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا”

فقبل أن ننزل إلى السوق علينا تحديد ما نريده وأن نضع سقف للكمية وللسعر أيضاً، خاصة وأن أغلب السلع قد كتب عليها سعرها في رفوف المراكز التجارية، فعلينا الشراء بقدر ما نملك من المال، فهناك الكثير من المعروضات بالأسواق ولكن هل نحن بحاجة لها جميعها؟ فعلينا عدم المبالغة في الشراء، وبدون شك حالياً سوف نجد الأسواق قد امتلئت فكثر فيها المعروض، أيضاً من الجهة الأخرى فالطلب كبيراً جداً

وهناك فرص وجدوى اقتصادية جيدة للتجار ونسأل الله لهم التوفيق، ولكن أيضاً علينا نحن كمستهلكين عدم الانجرار خلف العروض الترويجية والانجرار في تيار الشراء خاصة ما ليس له داعي. قيمة غذائية جيدة وأضاف الشيخ سالم النعماني أن مائدة الإفطار في رمضان يجب أن تكون متوسطة والغريب بأن البعض يظن بأن الصائم طوال النهار يريد أن يأكل كثيراً في الإفطار وهذا الأمر كما يعلم الجميع غير صائب، فعلينا أن نضع مائدة الإفطار على قدر حاجتنا ولا نزيد ولا نبذر، وإذا وجد ما يزيد عن ذلك فمن الأفضل تخزينه إذا كان تخزينه صحياً، وإذا لم نستطع تخزينه فعلينا ان ننفقه للفقراء والمحتاجين والمساكين، وفي هذا الشهر أيضاً يجب أن يكون غذائنا صحياً ذات قيمة غذائية جيدة. نظرية الثلث وقال علي بن عوض الشيباني، إمام وخطيب جامع السلطان قابوس الأكبر أن الاعتدال خلق يدخل في كل أعمال الإنسان .

ولذلك فإن أنواعه كثيرة، منها: الاعتدال في الإنفاق ويتحقق حينما ينفق المسلم دون إسراف أو بخل، يقول الله تعالى: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط