عمان والسلام الدائم في فلسطين

0
1849

الحضارة العمانية الممتدة منذ القدم كانت شعاع السلام  ومحط السلام  ، وبرز ذلك أكبر مايمكن وصفه الدخول إلى الإسلام وما تبعه من مراحل الحكم العماني إلى عصرنا الحديث الذي مكن الدولة لتكون قبلة الصفح والسلام وتمكين الوئام بين الدول والأفراد.

ومع توجه سياسة الهدوء التام في إنجاز اتفاقيات السلام والوقوف مع الأشقاء والدول الصديقة والإسلامية ، صنعت السلطنة من قيم التسامح والتعايش والتأخي قاعدة للتوفيق بين جميع الأطراف.
ولازال الفكر السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ممتدا نحو تحقيق السلام والوساطة فيها  دون ان يكون للسلطنة أية مآرب ومنافع جانبية أو تحقيق مصلحة لطرف دون آخر .

ومنذ الأزل وإلى العصر الحديث ظلت السلطنة داعمة للقضية الفلسطينية دون ذكر أوجه الدعم المحققة ولا تسليط الأضواء عليها بعدا عن المنة والمعروف ، وعملت السلطنة في ذلك مسارا واحداً لاحياد عنه ظلت فيه فلسطين الملف الأهم والأوحد الذي وجد عناية خاصة وكفل له كل السبل لكي تكون فيه فلسطين دولة آمنة مستقرة.
وكان لإستقبال جلالته للرئيس الفلسطينس محمود عباس دلالات واضحة للعالم أنه في ظل توجه كل دول العالم وآدارة ظهرها للقضية الفلسطينية والإهتمام بشؤونها وموازين الثقل الإقتصادي لتلك الدول ، ظلت فلسطين بالنسبة للسلطنة قريبة في همها وشجونها ومواساتها بل والوقوف إلى جانبها في كل الظروف .

وقد كان توقع الكثيرون ان يظل فقط توجه السلطنة في تقديم كل ذلك لفلسطسن من طرف ، إلى أن جاءت زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي للسلطنة في العلن وأمام مرأى العالم وبكل ثقة ، والتاكيد على الدفع بعملية السلام والدخول في للبحث عن السبل الكفيلة نحو تمكين عملية السلام والتخفيف على معاناة الأشقاء الفلسطينين وفك الحصار الجائر عليهم وتمكين لغة السلام الكبرى لتكون الحل الأفضل لكل الأطراف .
واكبر الدلالات الحكيمة والسياسية لزيارة الرئيس الإسرائيلي نتنياهو تكمن في أن السلطنة تتخذ أدوارا كبيرة في الإجتهاد لإيجاد الحلول الكلية والكفيلة لعملية السلام في دول المنطقة.
والتعامل مع كل الأطراف للبحث عن  مخارج للحلول التي تصنع من الإستقرار للأطراف المختلفة.
بالإضافة إلى إعطاء الاهمية في دعم القضايا الجوهرية للدول الإسلامية والشقيقة والوقوف إلى جانبها بما يحقق لهم الكثير من المعطيات التي تساعدهم على العيش في سلام .
ورغم ان البعض رأى في زيارة نتنياهو وعاءا لصب الغث من أفكارهم وايدلوجياتهم ووصفهم ‏للزيارة انها تطبيع  مجّاني وكان حريا التمسك بالمبادره العربية رغم تناسيهم ان المبادرة نصت في الابتعاد عن الوقوف لجانب الطرف الاسرائيلي وعدم ذكرهم والتعامل معهم إلا ان العديد منهم لم يتناسوا الكيان الاسراييلي بل تناسوا معه القضية الفلسطينية بل واصبح البعض يفتح مكاتب تعاون ولقاءات سرية والإستحياء من أظهارها حجة ان العالم لن يعرف متجاهلين ان العالم قرية صغيرة ووسائل التواصل والإعلام كشفت كل المستور في خضم الثورة الإعلامية الكبيرة.

يوسف بن علي البلوشي