* الفرق بين الحمه والحمى *

0
1609

المتجهين إلى ولاية قريات مرورا بولاية العامرات يمرون على العديد من القرى فسهل حطاط معروف منذ الأزل بقراه المتناثرة هنا وهناك وقد سكنته أقوام كثيرة والآثار والشواهد تتحدث عن ذلك .

 وبطبيعة الحال لابد لكل مكان من مسمى يعرف به ويستدل عليه ولايخفى على أحد مدى فصاحة لسان أهل عمان منذ الأزل فهم أهل اللغة العربية وهم واضعوا قواميسها فأهل عمان هم أفصح المتكلمين بالعربية على مر الزمان ولافخر وأود الحديث هنا عن القرية الساكنة بين الجبال والتي تقع على يسار الشارع المتجه إلى ولاية قريات للقادم من ولاية العامرات بعد منطقة السليل وهي قرية صغيرة عمرها أهلها واتخذوها سكنى ووطنا لهم وزرعوها نخلا وليمونا وسفرجلا ومزروعات أخرى وأطلقوا عليها إسم (الحمه) لاكتشافهم عيون مياه ساخنه تنبع من تلك الجبال فأدركوا بفطنتهم أن هذه المياه الساخنه .

وفي هذه المناطق لاتنبع إلا من قريتهم ولندرة العيون الساخنه في ذلك المسحاب أرادوا أن يميزوا قريتهم عن بقية القرى بذلك المسمى (الحمه)وكان لهم ذلك ومرت السنون وتعاقبت الأعوام والقرية تعرف بذلك المسمى إلى أن صدرت توجيهات عاهل البلاد حفظه الله ورعاه بدراسة بعض المسميات لبعض القرى بناء على المعطيات اللغوية والجغرافية والطبيعية لكل مكان ولكن يبدوا أن القائمين على دراسة تغيير المسميات في تلك الولاية لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتقصي عن أسباب تسمية القرية بذلك المسمى بل ربما لم يكلفوا أنفسهم الذهاب لزيارة القرية والتأكد من أصل التسمية فبجرة قلم حولوها من الحمه إلى العافية على إعتبار أن الحمه مرض أجاركم الله , وفاتهم أن الحمه شيء والحمى شيئا آخر وشتان بينهما

فالحمى هو عرض لمرض شائع يوصف بأنه إرتفاع في درجات حرارة جسم الانسان إلى مستوى أعلى من الطبيعي أما مسمى الحمه فجاء لوجود عيون الينابيع الحارة والتي كما أسلفنا تنبع من تلك الجبال والتي تتسرب منها المياه الجوفية عبر الفوالق والفواصل الصخرية لتصل إلى النطاقات الحارة مما يؤدي إلى تسخينها ويتخذها البعض كمقصد سياحي وعلاجي في نفس الوقت

ومعنى ذلك بأن المسمى لم يأت من فراغ ولكن الطبيعة المكانية هي من فرضت المسمى عل أهل القرية فكلمة الحمه جمع حمم أوحمام أو العين الحمئه وهي العين الحارة التي يتدواى بها المرضى.

أضع هذا الكلام بين أيديكم وأنا أدرك تمام الإدراك بأننا تعلمنا من صاحب الجلالة حفظه الله دقة الملاحظة وحسن اختيار الألفاظ وفصاحة اللسان والحفاظ على تراث الأجداد وأن نعمل الفكر قبل اتخاذ القرار فمن يعيد الحمه إلى مكانها .

محمد بن علي الوهيبي