قراءة نقدية تفنّد رؤية “ماركس” وعلاقاته المباشرة الفكرية والاجتماعية بـ”مسقط”

0
1941

كتب / عيسى بن عبدالله القصابي

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ليلة أمس بمقرها بمرتفعات المطار وممثلة في لجنة الفكر وضمن أنشطتها الثقافية المتواصلة، قراءة نقدية فكرية حول كتاب “ماركس في مسقط” لمؤلفه علي سليمان الرواحي. القراءة التي قدمها الدكتور سعود الزدجالي أدارها في الجانب الآخر الكاتب سيف المسكري بحضور مؤلف الكتاب، بحضور أدبي عماني متنوع.

في هذه القراءة أنطلق الدكتور سعود الزدجالي من خلال رؤى وأفكار ماركسية وضعها المؤلف لتكون إسقاطا مباشرة حول البيئة العمانية وواقع المجتمع الحالي بما فيه من متناقضات وأفكار وأحداث يومية شتى، تتجلى في الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، مع  إيجاد أمثلة كثيرة ومتعددة، حيث الرسائل الواردة التي جاء بها كتاب “ماركس في مسقط”. وأورد الدكتور الزدجالي أن هذه القراءة النقدية يجب ألا تشكل عائقا أو حاجز ملموسا قد لا تتوافق مستقبلا مع من يود اقتناء كتاب ماركس في مسقط، وإنما هي بمثابة رؤية شخصية قد تحتمل الصواب وقد الخطأ في آن واحد.

حول ماهية الكتاب يقول الزدجالي أن قراءة الكتاب أمر محفز، فهو يأخذ قارئه حيث لغة هادئة غير معقدة، ويقدم قضاياه بأسلوب مغر في الوقت ذاته، لكن الكاتب حسب رأي الناقد الزدجالي قد وقع في فخ الجانب الفلسفي في بعض مسارات هذا الكتاب مما أوجد إغراقا واضحا وهذا أمر قد لا يحبذه القارئ في أحيان شتى. وذهب الدكتور الزدجالي ليربط شأن قضايا الكتاب لما أسماه بالبنى التحتية والفوقية للمجتمع العماني ومدى توافقها وترابطها، خاصة وإن الكاتب وضع رؤيته الماركسية على الكثير من القضايا لهذا المجتمع الذي هو عبارة عن نسيج متواصل من العادات والتقاليد وغيرها من الروابط الاجتماعية الأخرى.

واوضح الناقد سعود الزدجالي أن كتاب “ماركس في مسقط” كتابا مختلفا عن الدراسات المحلية السائدة حسب تعبيره، فهو قراءة مغايرة  للمجتمع العماني، فهو يضع مقاربة علمية لفهم هذا المجتمع بوصفه منتميا إلى الظاهرة الإنسانية الكبرى،  ومهما حمل هذا المجتمع من خصوصية يتسم بها؛ فإنه لن يكون منزوع السمات الإنسانية وإشكالاتها حسب رؤية الناقد. وذهب الناقد الزدجالي ليطرح الكثير من التساؤلات التي استنتج أصولها من كتاب “ماركس في مسقط” بما في ذلك بعض المعضلات التي تضمنتها دراسات  التراث الإسلامي، أو الواقع العربي. كما ذهب الزدجالي ليفند ما يراه مؤلف الكتاب حيث تركيبات المجتمع العماني وتشظي ظواهره، ومعالجة المؤلف لهذه الظواهر الاجتماعية ، وما يرتبط بها من تحولات سياسية واقتصادية. وحاول الناقد الزدجالي النبش عمدا وما يتعلق باللغة الدراجة في المجتمع العماني والحياة اليومية لهذا المجتمع وتحولاتها في ظل أنماط الإنتاج والاستهلاك، أضف إلى ذلك ما يطرأ على جوانب الحريات وعلاقتها بالقانون والمؤسسات الرسمية، كتخطيط المدن كمدينة مسقط كونها حاضنة للتعبير العام للمجتمع العماني، وتوافق ذلك مع متطلبات الفرد اليومية، ولم يغفل الناقد ما أورده مؤلف الكتاب الرواحي حيث موقع البيروقراطية أو الإجراءات الإدارية اليومية والتي تدار بعقليات الهيمنة سب رؤيته، كما ذهب الناقد ليشير إلى واقع المثقف العماني من هذا البناء كله ومدى تأثره وتأثيره المباشر وواقع الصحافة العمانية بشكلها الحالي التقليدي.

كما فتح باب التعليق للمؤلف الرواحي الذي حاول في الإطار ذاته إيصال فكرة الكتاب التي سعى من أجلها وقدمها في بحوث ثلاثة كوّنت لاحقا كتاب “ماركس في مسقط”، كما قدمت العديد من الآراء والنقاشات الجانبية حول ما أورده هذا الكتاب من قبل الحضور الأدبي الذي تابع تفاصيل الأمسية النقدية.