عقد الاعاصير

0
2241

لا اقصد الحديث هنا عن الاعاصير التى تجتاح معظم دول المنطقه العربيه او حتى اعاصير الصراع حوالينا فهذا شان اخر تسبب به البشر برعونتهم او غصبا عن ارادتهم.
ما اقصده بالطبع الاعاصير الطبيعيه فهذه وان قد تتسبب بخسائر بشريه وماديه الا ان لها فوائد بيئيه وطبيعيه تجلب فوائد للارض وهى من الخالق لا المخلوق وله سنن فى ارضه قد نعلم كنهها وقد يخفى علينا ولكنها خير فى النهايه لعباد الله فكل ماياتى منه خير لنا سوى فى الدنيا او الاخره وهى خيرا وابقى.
وحسب اجتهادات علماء الشريعه الحنيفيه السمحا ان الاعاصير من جند الله قد يرسلها بالخير اذا اصابت الاكام وحوالى العباد لاعليهم وقد تكون للتذكير بقدرة الجبار لمن غفل عنها وللتطهير من الذنوب والاثام احيانن او لغايات لانعرف ولا نعى كنهها.
وفى الاثر مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يرتعب حتى لمجرد تشكل السحب بكثافه او اصوات الرعد والبرق ويهرع الى الصلاه والدعاء وهذا مايجب ان نقتدى به ثم ناخذ استعدادنا له كلا بما توفر له حسب عصره وزمانه ونترك ماعدا ذالك للخالق المدبر ولسعة رحمته فكل مايصيبنا منه خير سواء نلناه فى دنيانا او اخرتنا وهى خيرا وابقى
تعددت هذه الاعاصير فى عقدنا الثانى هذا على عمان فوصل عددها اربعه خلال ثمان سنوات بداء من فيت 2010الى تشابالا 2015الى مكونو2018 واخيرالضيف الذى ننتظر لبان ثم جونو 2007 تقدم عقدنا هذا بثلاث سنوات وكان اكثرها ضررا وخسائر بشريه( 80شخص) وخسائر ماديه كبيره ، وبقدر خسائر جونو الكبيره بالذات فى البشر الا ان استفادت اجهزة دفاعنا المدنى بالذات وكذا اجهزت شرطة عمان السلطانيه وقواتنا المسلحه واجهزتنا المدنيه المختصه والتطوعيه من التعامل مع هكذا احداث وطورت من جاهزيتها وتدريباتها واجهزتها حتى اصبحت على ماهى عليه اليوم من قدرات عاليه يشار اليها بالبنان وحديث وسائل الاعلام العربى والعالمى منذ احداث اعصار ماكونو قبل اشهر من الان .
فمن وسط الاحداث الجسام تنتزع وسائل الخلاص ومن التصدى للمشكله يولد حلها.
وهذا ماحصل مع الجزائر منذ الزلزال الذى وقع بها فى العصر الحديث عام1980 وتوالى بعض الزلازل التابعه طورت الجزائر فرق للمكافحه والبحث والانقاذ من الزلازل اصبح هذا الفريق من افضل الفرق على مستوى العالم يستعان به ويستدعى حتى من الدول التى تقع فى منطقة زلازل ولديها الخبرات المتراكمه كل ذالك للمستوى العالى الذى وصل اليه هذا الفريق الجزائرى .

اشرت فى احد مقالاتى اثناء اعصار مكونو عن ما اتذكره عن اخر اعصار قوى ضرب ظفار بعد الغريقه وهو الشلى عام1963 كنت حينها مابين الرابعه والخامسه من العمر تقريبا الا ان حدث مثل الشلى يلتصق بالذاكره ، وما اتذكره من احداث ان وسط الحافه غرق تماما بالمياه حتى انها اصبحت تنخر فى اساساته وبما استطاع الاهالى انقاذه من (الهوارى) قوارب الصيد الصغيره تم صفها فى منطقة الكدح بالحافه امام بيتنا وهى المنطقه الاكثر ارتفاعا ، والتوجه بهذه القوارب وسط المياه بين احياء المدينه لانقاذ ماخف وزنه وزاد ثمنه من من بيوت الاهالى .
فالاعاصير فى تلك المرحله تعنى ان كل قادر على العمل ان يقوم بواجبه مع الجماعه سواء فى جلب الاخشاب واغصان النخيل والاشجار اما لعمل ملاجى مؤقته للنساء والاطفال والعجزه اوجلب مايستفاد منه من اطعمه ومزروعات واغذيه او عمل حمايات للحيوان واماكن للطبخ الجماعى لان الطعام مشترك للجميع وتختفى الانا والخصوصيه فى مثل تلك الاحداث فى تلك السنين الكل يتسابق فى تقديم مالديه .
واكثر ماشدنى هو ان اهل الحافه عندما وصل الماء الى ارتفاع الادوار السفلى وهى بيوت بنيت بالحجاره والطوب ويصل ارتفاعها لثلاثة ادوار مما يخشى معه من تهدم القديمه منها بالذات فقررو شق خندق عظيم بمقياس اعداد السكان وقلة الادوات المستعمله انذاك التى لاتتعدى الفاس والهيب والمنزحه وزنابيل المصنوعه من حبال والياف النارجيل
هذه المواقف اتذكرها كلما نتلقى اخبار عن توقع وصول اعصار ما الينا ، وهو ماشدنى واصبحت اقارن بين مااتذكره من اعصار الشلى وايام مكونو والحاح مسؤلى الدفاع المدنى والانقاذ فى الطلب من المواطنين البقاء فى منازلهم وهم سيتولون عنهم كل شى بل ان الخروج الى الشوارع سيعيق عملهم. سبحان مغير الاحوال شتان مابين ماكان ايام الشلى واليوم ونحمد الله ونشكره على ماوصلت اليه فرق دفاعنا المدنى وشرطة عمان السلطانيه وقواتنا المسلحه والمختصين من الفرق المدنيه والتطوعيه من مهارات عاليه اكتسبتها وطورتها بشريا واجهزه ومعدات عصريه للتعامل مع اصعب الاحداث وفى اصعب المواقف انه لاستثمار وانجاز حقيقى لنا جميعا .
،الا ان الشكر هذه المره مع اعصار
لبان الضيف الجديد المنتظر ومع تصادف وجود سبعين الف من قواتنا المسلحه وشرطة عمان السلطانيه فى ميادين تدريب السيف السريع( 3 ) الذى كان معد له مسبقا وهو مالم يعق اجهزتنا تهيئت وارسال هذه الاعداد الكبيره من الافراد والمعدات الى محافظة ظفار استعدادا للتعامل مع تطورات الاعصار مقرون بالفخر والاعتزاز.

شكرا ابناء عمان البواسل حماتها ومنجزاتها شكرا لكم فى اى موقع انتم من ارض عمان وخالص التهانى للاب البانى القائد الاعلى للقوات المسلحه على ثمار ماغرست ياصاحب الجلاله فى ابناءك وفى عمان كلها من التعليم تحت ظل شجره الى جامعة قابوس المناره واربع جامعات فى اربع محافظات وعشرات الكليات وجامعة عمان على الطريق الطريق الذى رسمته وحددت معالمه لنا منذ48عاما وعدت حينها ووفيت ونجنى مع جلالتكم اليوم ماحققت وسنقبض عليه بالنواجذ والاقدام وخلفك كماعهدتنا الى الامام.
دمتم متمسكين ومطورين لانجازاتكم خلف بانى نهضتكم
حفظه الله وامد فى عمره لعمان وشعبها والعالم اجمع.
خالد بن سعد الشنفرى المحامى