العكاسه و السينما

0
1559

اول وصف للكاميرا كان عن ابن الهيثم فى دراسته لعلم البصريات فى الجامع الازهر بالقاهره.

اصل التسميه gumrah (بالعربيه:قمره) وتعنى المكان المظلم او الغرفه المغلقه التى استخدمها فى تجاربه البصريه ،
حرفت بعد ان ظلت تستخدم لعدة قرون وبعد اطةترجمتها الى عدة لغات الى camera , حتى اختراع قمرة التصوير، فشاع استخدامها للاله المعروفه الان.

كانت اهم هدايا الحجاج فى فترة الستينات هى الكاميرا التى يوضع بداخلها شرائط لمناظر صور الكعبه المشرفه والمعالم المقدسه التى تشد المسلمين بالحنين والزياره ، هذه الكاميرا
يطلق عليها فى بعض الدول العربيه العكاسه ويطلق عليها البعض عندنا كذللك ، الا انها اشتهرت عندنا بالسينما.

هذه الكاميرا او او السينما كل ماكنت اعرفه عن عالم السينما عموما الى ان وصل سنى الثانية عشر فى العام 1971تقريبا ،
او اوائل 72 لا اتذكر بالضبط.

سمعنا ان سينما ستعرض افلام مقابل فلوس وذالك فى بيت انشاء حديثا بالقرب من السوق تحت بساتين النارجيل ، ذهبت اول يوم تحدد للافتتاح بعد صلاة العشاء كما عرفنا.

دفعنا المبلغ المطلوب ووجهونا الى درج سطح المبنى المكون من دور واحد وبه مكاتب وسكن موظفين .
على السطح كراسى خشبيه والاناره خافته نوعا ما ويغلب طابع الهدؤ والصمت المترقب لشى ما ، برغم ان معظم من كانوا متواجدين زملاء فى المدرسه السعيديه التى دخلناها جميعا فى تلك العام.
كنت شخصيا متوقع ان يسلموا كل منا كاميرا شبيهه بهدية الحجاج ، لاننى لااعرف اسم سينما الا لها ، الا ان احساسى ان المناظر ستكون مختلفه عن مناظر الحج (ارجوا ان لايتهمنى احد بالتخلف العقلى او البله ، لاننى كنت قبل هذا الوقت بثلاث سنوات او اكثر
اقوم باعمال لاتخلو من الشطاره والذكاء ، منها اخذ منتوجات المزرعه من طماطم وفلفل وباذنجان وبصل اخضر وخلافه على ظهر الحمار الى سوق الخضار ، مره على الاقل فى الاسبوع ، وبعد ان ابسط بسطتى ، امر واسال بعض الباعه عن اسعار مااتيت به من خضار لهذا اليوم حتى احدد السعر المناسب لبضاعتى وبعد الانتها اذهب الى السوق لشراء بعض احتياجات المنزل وديزل لماكنة الرى بالمزعه وارجع محملا حمارى باسفاره ، وهو عمل يحتاج لفطنه ، هكذا كان هو الحال انذاك محدودية المعلومات خارج نطاق الحياه اليوميه).

بينما كنت مع كل الموجودين على السطح ننتظر ماذا سيحدث ، وفجأة قذف بصوت مرتفع برقعة اضواء ملونه مربعة الشكل على الحائط امامنا ، لم افق من وقعه الا بعد ثوانى وتحققى من رؤية وتحرك شخوص ذوى بشره اوروبيه داخل هذا الرقعه من الاضواء، وبدات تدريجيا استوعب ان هذه هى السينما التى دفعت فلوسى وقطعت مسافه مشيا لاجلها، مشاعر مختلطه لاتخلو من الغبطه حتى انتهاء الفيلم .

لازلت اتذكر اجزاء من هذا الفيلم معظمه كان وسط سفينه كبيره ، ومما ادهشنى من الفيلم انه كان فيه مناظر لشخص يطبخ اكل وشممت رائحة الاكل فواحه وكانى بقربها ، كنت مستغرب لذالك ولم يخرجنى من هذا الاستغراب الا نزولى من السطح بعد انتهاء الفيلم وشمى لنفس الرائحه من ناحية غرف الهنود فى المنزل ، فضحكت كثيرا لهذه المصادفه ولسلامة عقلى.

تعرفنا بعدها على عالم السينما الجديد الذى دخل حياتنا من اوسع الابواب وتوالت افلام وزارة الاعلام الهادفه والمتنقله بين الاحياء ، ما ان نسمع بهاحتى نذهب للمشاهده .

بعد عام تقريبا فتحت سينما يديرها هنود بعد ان ازداد عدد الموظفين والعمال الهنود بالبلد، تعرض يوميا بعد العشاء لكونها مفتوحه ومعظم ما تعرض افلام هنديه ملونه بجوده عاليه كثيرا منها ما كانت قد نالت شهره عالميه كانت معين ينهل منه ، والجميل فى هذه السينما انها يوميا ولمدة ساعه على الاقل قبل بدء العرض تشغل اغانى ام كلثوم ولذالك نتقصد الدخول اول ماتفتح الابواب للاستماع للست تصدح بصوتها الشجى من خلال سماعات السينما الضخمه ونحن نحتسى الكوكاكولا مع الفول السودانى.

بعد عام تقريبا فتح تلفزيون عمان وللامانه كان القائمين عليه انذاك رغم البدايات على مستوى من الذوق الفنى الرفيع والثقافه حيث برغم انه ولد ملون فى حين كانت كثير من التلفزيونان العربيه لازالت بالابيض والاسود الا انهم دابو على اذاعة جرعات من الافلام العربيه الشهيره بالابيض والاسود فقدموا لنا افلام الستينات العصر الذهبى للسينما المصريه والعربيه
اضافه الى افلام الكاوبوى ذات القصص الانسانيه العميقه والرفيعه والتى تشدك قصصها وتبقى رهين لها بحواسك ومشاعرك ساعات بعد انتهاءك من المشاهده.

رحمك الله ابو مانع يوم قلت (على الله عودت الماضى# مهما كانت العوده). وبعد ان تنبأت لنفسك (عادك باتمسى من خيار القوم @ فى وسط بقعه خصوصيه).ووصلت فى حياتك بتنباء شاعر لنفسه.
دمتم فى تزود من ماضيكم لمستقبلكم.
خالد بن سعد الشنفرى المحامى