الهاربون و العائدون -الجزءالرابع

0
1516

الهاربون و العائدون
(الجزءالرابع
بينما عمر يهم بالاستئذان من صديقه وزميله وجاره سالم ، واذ بضجيج اصوات شجار وسط الشارع فنظرا من السطح ليتبينوا ماذا يجرى ، فشاهدوا عدد من الاشخاص فى حالة شد وجذب فى الحديث بيد بعضهم اسلحه ، هرعوا الى الشارع ، عرف سالم الشقيقان اللذان وسط العسكر المدنيين باسلحتهم واحدهم يشهر سلاحه باتجاه صالح وشقيقه ، سال سالم صالح عما يجرى؟! اجاب صالح ،
كنا سائرين وسط الشارع الى بيتنا وفجاءه ظهر امامنا هؤلاء العسكر وكما ترى احدهم يشهر بندقيته ويصرخ فينا ارموا السلاح على الارض بسرعه! فاستغربنا متسألين اى سلاح؟!
فرد الحارس الذى يشهر سلاحه ،
هذا ليس صحيحا لقد سمعنا قرقعة صوت سلاح من ناحيتهم وتصرفنا على هذا الاساس وهذا عملنا وواجبنا ولقد تتبعناهم من من بداية المنعطف حتى القينا عليهم القبض ، وانت مشيرا الى سالم ، رجاء لاتتدخل هذا لايعنيك هذه اجراءات امن وقانون ، فضحك صالح فضحك صالح واظهر قضيب حديدى منثنى كان بيده قائلا : هذا هو السلاح الذى كنتم تتبعونا وتراقبون من اجله؟! هذا قطعه من ماكنة ماء المزرعه اتينا به الان من عند الحداد لتلحيم كسر فيه وهو يصدر صوت قرقعه نتيجة احتكاك جانبيه اثناء المشى والحركه ! تراجع الحرس خطوات الى الخلف اثناء اظهار صالح للقضيب الحديدى استعدادا ، وقال الذى يشهر بندقيته بصوت مسموع لايخلوا من الخجل ، يجب ان تنتبهوا وتتيقظوا لحركاتكم فالوقت متاخر بالليل ، الم تعرفوا بان القانون الجديد يمنع التجوال بعد العشاء لغير ضروره ، وتدخل بعض من كبار السن ممن حضروا على اصوات الشجار وتفرق الجميع .

امسك عمر بيد سالم ضاغطا راحة يده وهم راجعون مسمعا اياه ، وصل القانون الجديد لمنع الخروج بعد العشاء والله لولا قليل من الحياء بقت لديهم خشية ان يقال منعوا المسلمين من اعمار بيوت الله لجعلوا قانون المنع من المغرب ، لابد ان نعجل الهروب.
خلال ايام قليله حظى عمر و سالم بموافقة ومباركة الوالد والجد والخال واقترح جد عمر عليهم بان يذهبوا مساء اليوم الى مزرعة خال عمر بالقرض وهناك يجهزوا كزاب النارجيل اليابس ذى الحجم الكبير وبعد المغرب وانسدال الظلام يتجهوا بين البساتين الى الشاطى وهناك تحت بساتين النارجيل بالمنطقه المحاذيه للحافه شرقا وبعد استطلاع احدهم خلو الشاطى ، ليبقى كل منهم بمحاذاه جذع نخله، يبداء بعدها اولهم بالنزول بتريث الى الماء تحت نظر البقيه مع التيقض لكل شى يتحرك حواليهم وما ان ينزل الاول باتجاه الماء بتريث وكانه ذاهب لقضاء حاجته حتى ينزل الماء ويتجه للعمق حتى يتبعه الثانى وهكذا حتى يتجمعوا الثلاثه على مسافه يصعب فيها رؤيتهم بواسطة الكشافات من الشاطى ،وهكذا بعد ان تم هذا الجزء بسلام تجمعوا وهناؤ بعضهم بنجاح هذه الخطوه الاولى الحذره من المشوار اخذو وجهتم سباحه باتجاه الغرب مقصدهم.
الليل حالك السواد ولايكاد يرى اى بصيص ضؤ من الشاطى ،لاشى عدا صوت قرقعة المياه تضرب الجزء العلوى من اجسادهم وتصفع وجوههم احيانا
جميعهم يجيدون السباحه بمهاره واجسامهم صلبه مرنه مشدوده ، طابع فتيان تلك المرحله من كثرة الحركه والنشاط والعمل والاكل الطبيعى رغم محدوديته وكثرة السباحه والمشى لمسافات طويله حفاه يجعل اللياقه فى اعلى درجاتها فكانت البدايه لاتشكل عليهم جهد يذكر، لايدور باذهانهم سوى اطياف امل جميل بالحريه والسفر والعلم وحياه جديده ليس لديهم معلومات عنها سوى بريق مريح من السعاده واطياف قوس قزح تداعب مخيلاتهم تدفعهم للاستمرار الحثيث فى السباحه لمعانقة البصيص الاول للحريه على الشاطى بعدخور صلاله والتى لاتتعدى المسافه بينها وبين النقطه التى انطلقوا منها سباحه لاتتجاوز الكيلومترات ولكنها تعنى حياه جديده وامل لامتناهى وحلم يحلق بك ولايهبط .
الصمت هو سيد الموقف فى مثل هذه الحاله لايقطعه الا صوت عمر يذكرهم بالغد المشرق دون علم منه بانه يقطع عليهم مايعيشون بخيالهم بهذا الغد وكانه يعتقد بانه الوحيد بينهم الذى يعيشها وانهم يعتريهم شى اخر مثل الم الفراق او الخوف من المجهوال او خلافه ولكنه على الاقل يجعلهم يتكلموا ويكسروا حاجز الصمت تبين لهم بعد فتره ليست بالقصيره من السباحه بصيص بعض الاضواء من بعيد فتاكدوا انهم قريب على محاذاة قصر الحصن حيث لاتوجد اناره كهربائيه الا به فى عموم صلاله ، فكان لابد ان ينحرفوا الى الاعماق قليلا حيطة فتوجد على اسوار القصر كشافات ضخمه يصل مداها بعيدا وبالذات باتجاه البحر ،اضافه ان محاذاتهم للحصن تعنى اجتياز نصف المسافه تقريبا الى مابعد خور صلاله ، الاان العمق يعنى ازدياد برودة المياه وقد بداؤ يعانون منها من الان لطول فترة بقاءهم ومابذل من جهد فى السباحه الا ان ذالك شر لابد منه فى سبيل النجاه وتحقيق الحلم
بعد تيقن حدسهم بانهم قد تجاوزوا قليلا الحصن الى الغرب اتجهوا ناحية الشاطى شمالا مره اخرى للخروج من المياه البارده الى الاقل بروده.
يتبع…

المحامي /خالد بن سعد الشنفري