من مسقط إلى زنجبار” ندوة تاريخية تواكب التواصل الثقافي والأجتماعي بالجمعية العمانية للكتاب

0
1730

 كتب / عيسى بن عبدالله القصابي

تقيم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة التاريخ بمقرها بمرتفعات المطار غدا، في الساعة السابعة والنصف ندوة تاريخية بعنوان “من مسقط .. إلى زنجبار” بمشاركة عددا من الباحثين العمانيين في الشأن التاريخي العماني.

هذه الندوة التي سيديرها الباحث والكاتب العماني الدكتور سليمان المحذوري، سيقد من خلالها الباحث المتخصص في شرق أفريقيا ناصر الريامي ورقة تتناول بعض الجوانب المتعلقة بالتأثيرات اللغوية بين المنطقتين وأصل اللغة السواحيلية ووجود نظريات حول أصلها، خاصة في ظل وجود الكثير من مظاهر الجدل حول هذا الموضوع، بينما سيسلط الباحث ناصر الرواحي رؤية التأريخية حول جزيرة بيمبا بزنجبار وموضوع هجرة آل الجلندى واتخاذهم رأس امكومبوه موطنا لهم وتأثيرات ذلك على العلاقات بين المنطقتين والآثار الاجتماعية والدينية التي ترتبت على ذلك، أما الباحث سعيد النعماني فسيتحدث في ورقته عن بعض مظاهر التأثير والتأثر التي نجمت عن هجرة الجلندانيين إلى ساحل شرق أفريقيا في القرن الأول الهجري عارضا لبعض الملامح الدالة على ذلك من خلال بعض الشواهد الأثرية القائمة والمعلومات التاريخية المدونة، وسيشارك الشاعر أحمد العبري بقصيدة تتناول أبياتها أوجه المجد لزنجبار في ظل الحكم العربي العماني لها.

تـأتي هذه الندوة لتشكل ذات الشمولية حول علاقة عمان بشرق أفريقيا التي تعود إلى عصور قديمة، وارتبط العمانيون بهذه المنطقة التي أصبحت بالنسبة لهم تشكل أولوية في هجراتهم المتعددة، ووجدت العديد من الهجرات العمانية إلى منطقة شرق أفريقيا، بدأها آل الجلندى في سنة 75 للهجرة بقيادة سليمان وسعيد ابنا عباد بن عبد بن الجلندى، وتبعتها هجرة الحرث وهجرة النباهنة وهجرة المزاريع، بخلاف الهجرات الفردية إلى هذه المنطقة.

ولذلك وجدت الكثير من أوجه التداخل بين عمان وشرق أفريقيا، وترتب على هذه الهجرات العديد من النتائج والآثار سواء في الجوانب السياسية أو الدينية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية والثقافية، وحظيت منطقة شرق أفريقيا باهتمام الحكام العمانيين خاصة منذ عهد دولة اليعاربة وجهودهم المقدرة في تسيير الحملات العسكرية لطرد البرتغاليين منها استجابة لنداء أهلها، ونجاحهم في ايجاد الاستقرار وإعادة الهدوء في تلك المنطقة، حتى وصل الاهتمام العماني بهذه المنطقة وسكانها إلى حد الذروة في عهد السيد سعيد بن سلطان عندما اختار زنجبار عاصمة ثانية للإمبراطورية العمانية عام 1832م.  وعليه وجدت الكثير من الدراسات والفعاليات التي تناولت الوجود العماني في شرق أفريقيا من مختلف الجوانب، ولكن بسبب كثافة هذا الوجود فإنه سيظل بحاجة إلى المزيد من الدراسات والفعاليات نظرا لغزارة المعلومات وكمية الأحداث المرتبطة بذلك.

الجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي لتسلط الضوء على بعض الجوانب المرتبطة بالتاريخ المشترك بين المنطقتين وتاثيراتها الإجتماعية، مع الأمل على تقديم ما هو مميز وجديد في تاريخ العلاقات بين مسقط وزنجبار، وذلك ضمن خطة لجنة التاريخ بالجمعية في الاهتمام بالتاريخ العماني والحرص على إبرازه ونشر ثقافته عن طريق العديد من الفعاليات التي نأمل تنفيذها خلال ماتبقى من هذا العام وكذلك العام المقبل.