بِوَأْدٍ بَيْنَ مِطْرَقَةٍ وَسَنَدَانِ أَهَّلَهَا

0
2252

بَوَادٍ هَذِهِ المُسَمَّى الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُ عَنْهُ مُنْذُ الطُّفُولَةِ عَلَى السُّنَّةِ الكِبَارَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مُقِلٌّ, مَا هُوَ إِلَّا اِسْمٍ لِمِنْطَقَةٍ جَبَلِيَّةٍ تَتَبُّعِ وِلَايَةٌ وَادِّي بِنِّي خَالِدَ جُغْرَافِيَا , بَوَادٍ أَعْلَى البِلَادِ فِي الجِبَالِ العَاتِيَةُ الصَّمَّاءَ الَّتِي لَا يُخَيِّلُ لَكَ فِي لَحْظَةٍ مَا إِذَا زُرْتُهَا أَنَّ هُنَاكَ مِنْ حَيَاةِ بَشَرِيَّةٍ عَاشَتْ مُنْذُ سِنِينَ طَوِيلَةٍ لَا يَعْرِفُ حَتَّى الآنَ كَمْ هِيَ .

فَخَرَجَتْ مِنْهَا أَجْيَالُ تَتَبُّعِ أَجْيَالٍ حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا , أَصْوَاتُ أَجْرَاسِ الحَمِيرِ المُجَلْجَلَةِ الَّتِي تتلاقفها الجِبَالُ , يَصِلُ صَدَى صَوْتِهَا مَسَامِعِ أَذَانِنَا دَوَّنَ أَنْ نَرَى بَعْدَ قَافِلَةِ الحَمِيرِ القَادِمَةُ إِلَى قَرْيَتِنَا مُقَلٍ , وَالآنَ وَبَعْدَ مَا جَنَّا كُلُّ شَبٍ فِي هَذِهِ الأَرْضِ الطَّيِّبَةُ ثِمَارَ النَّهْضَةِ المُبَارَكَةِ لِمَوْلَانَا صَاحِبِ الجَلَالَةِ السُّلْطَانُ قَابُوسُ بِنْ سَعِيدٍ المُعْظَمُ آنُ الأَوَانِ أَنْ تُلْحِقَ بِوَأْدٍ بِفَيْضٍ كَرَّمَ السُّلْطَانُ وَحُكُومَتُهِ الرَّشِيدَةُ .
كَانَتْ بِوَأْدٍ مَدْفُونَةٍ فِي شَقِّ جَبَلٍ لَا يَعْرِفُ عَنْهَا إِلَّا القيل مَنْ زَارَهَا مِنْ الحَضَرِ أَوْ مَرٌّ بِهَا فِي رِحْلَةِ التَّنَقُّلِ عَبْرَ الحَمِيرِ مِنْ وَإِلَى الرَّاكِيِ وَهِيَ مِنْطَقَةٌ أَيْضًا تَتْبَعُ وِلَايَةٌ وَادِّي بِنِّي خَالِدَ أَوْ جَاءَ عَبْرَ جِبَالٍ سماعية مِنْ وِلَايَةٍ وَأَدَّى دِمَاءَ والطائيين , فَهَكَذَا فَضْلٌ أَهْلُهَا أَنْ يَعِيشُوا بِعِيْد عَنْ مُظَاهِرِ الحَيَاةِ الرَّغِيدَةِ , وَلَمْ يشاؤ أَنْ تُدْخِلَ التَّحْسِينَاتُ الَّتِي يَعِيشُهَا أَهْلَ المُدُنِ وَالقُرَى إِلَيْهَا , فَضَلَّتْ بَوَادٍ مَنْسِيَّةً حَتَّى تولا سَعَادَةَ الشَّيْخِ أَحْمَدُ بِنْ حُسَيْن بِنْ خُمَاسَ السعدي عُضْوِيَّةُ مَجْلِسِ الشُّورَى ، فَكَانَتْ لِبَوَادٍ الأَوْلَوِيَّةَ فِي أَجِنْدَةِ مَسْؤُولِيَّاتِهِ الجِسَامِ الَّتِي أَعِدُ وُوعِدَ نَفْسُهُ أَنْ يُوفِيَهَا , وَكَأَنَّهُ أَقْسَمَ أَلِيمَيْنِ عَلَى أَنَّ يَكُونُ كُلُّ شِبْرًا فِي وِلَايَةِ وَادِي بَنِي خَالِدُ يَأْخُذُ حَقّهُ مِنْ الخِدْمَةِ وَالمَسْؤُولِيَّةِ ليشاركة نَهْضَةُ مَوْلَانَا حَضْرَةُ صَاحِبِ الجَلَالَةِ السُّلْطَانُ قَابُوسُ بِنْ سَعِيدٍ المُعْظَمَ رُؤْيَتُهُ وَطَمُوحَةٌ .
عَامَ 2012 م قَرَّرَ سَعَادَةَ الشَّيْخِ أَحْمَدُ بِنْ حُسَيْن السعدي زِيَارَةُ مَعَالِي وَزِير الأَسْكَانِ فِي مَكْتَبَةٍ بِدِيوَانِ عَامِ الوِزَارَةِ , فَطَرَحَ عَلَيْهِ مَوْضُوعُ مِنْطَقَةٍ بِوَادٍ التَّابِعَةِ لِوِلَايَتِهِ , وَأَخْبَرَ سَعَادَةَ الشَّيْخِ أَحْمَدُ السعدي مَعَالِي الوَزِيرِ عَنْ عَدَدِ عَوَائِلِ مِنْطَقَةٍ بِوَأْدٍ وَالَّتِي بَلَغَ 34 عَائِلَةً , كَمَا شَرْحُ لمعالية الظُّرُوفُ القَاسِيَةُ وَالصَّعْبَةَ الَّتِي يَرْزَحُ تَحْتَهَا أَهَالِيَ سُكَّانِ هَذِهِ المِنْطَقَةِ , فَأَمَرَ مَعَالِي وَزِير الأَسْكَانَ عَلَى الفَوْرِ بِتَشْكِيلٍ فَرِيقٍ لِيَزْوَرَّ هَذِهِ مِنْطَقَةٌ بِوَأْدٍ, فَكَانَ الفَرِيقُ يَحْمِلُ فِيهُ كَلَّا مِنْ : –
• عُضْوُ مَجْلِسِ الشُّورَى الشَّيْخُ أَحْمَدُ بِنْ حُسَيْن السعدي
• مُدِيرُ دَائِرَةِ الإِسْكَانِ بإبراء
• رَئِيسُ قِسْمِ الإِسْكَانِ الاِجْتِمَاعِيِّ فِي ذَاكَ الوَقْتَ
وَخَرَّجَ الفَرِيقُ بَعْدَ الزِّيَارَةِ لِمِنْطَقَةٍ بِوَأْدٍ بِآلَاتِي : –
• تُبْعِدُ بَوَادٍ عَنْ الوِلَايَةِ الأُمَّ وَادِّي بِنِّي خَالِدَ مَا يُقَارِبُ 120 كِيلُو مِتْرٍ إِلَى 150 كِيلُو مِتْرٍ
• وَتُبْعِدُ عَنْ وِلَايَةِ دِمَاءِ والطائيين تَحْدِيدًا مِنْطَقَةً سماعية 40 كِيلُو مِتْرٍ عَنْ طَرِيقِ وَادِي مُقَطَّعٌ
• شَقُّ الطَّرِيقِ مِنْ وِلَايَةِ وَادِي بُنِّيٌّ خَالِدٌ حَتَّى بَوَادٍ يُكَلِّفُ الكَثِيرَ مِنْ المَالِ وَالوَقْتِ وَالجُهْدَ
• بِنَاءُ المَسَاكِنُ الاِجْتِمَاعِيَّةَ شَبِهَ مُسْتَحِيلٌ لِعَدَمِ إِمْكَانِيَّةِ الوُصُولِ إِلَيْهَا بِيُسْرٍ وَسُهُولِهِ
• عَلَى أَهَالِي مِنْطَقَةٍ بِوَأْدِ الجَبَلِيَّةِ بِوَادِي بُنِّي خَالِدُ النُّزُولِ لِمِنْطَقَةِ الرَّاكِيِ التَّابِعَةِ لِلوِلَايَةِ نَفْسِهَا , وسف يَتِمُّ تَحْدِيدُ مَكَانٍ لِقِطَعِ الأَرَاضِي وَتَقُومُ وِزَارَةُ الأَسْكَانِ بِبِنَاءِ مَسَاكِنَ اِجْتِمَاعِيَّةٍ لِكُلِّ العَوَائِلِ .
لَكِنَّ أَهَالِي مِنْطَقَةٍ بِوَأْدٍ عَارَضُوا هَذَا الأَمْرَ وَفَضَّلُوا أَنْ يُبْقَوْا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ , فَقَامَ سَعَادَةَ الشَّيْخِ أَحْمَدُ بِنْ حُسَيْن السعدي عُضْوُ مَجْلِسِ الشُّورَى بِطَلَبِ إِجْتِمَاعٍ مَعَ سَعَادَةٍ وَاِلِيَّ الوِلَايَةُ مَاجِدُ بِنْ سُلْطَانُ أَلْشِكِيلِي , وَتَمَّ الاِتِّفَاقُ بَيْنَ الوَالِي وَسَعَادَةُ عُضْوِ المَجْلِسِ أَنْ يَزُورُوا مِنْطَقَةً بِوَأْدٍ لِإِقْنَاعِ أَهْلِهَا بِمُقْتَرَحَاتِ الفَرِيقِ وَالنَّظَرِ فِي البَدَائِلِ المُمْكِنَةُ الَّتِي سَوْفَ تَطْرَحُ بِنَاءًا عَلَى الحِوَارِ مَعَ أَهَالِي بِوَأْدٍ , فَقَامَ سَعَادَةً الوَالِي مَاجِدُ بِنْ سُلْطَانُ أَلْشِكِيلِي وَسَعَادَةِ عُضْوِ مَجْلِسِ الشُّورَى الشَّيْخُ أَحْمَدُ بِنْ حُسَيْن السعدي بِزِيَارَاتٍ مُتَكَرِّرَةٍ لِبَوَادٍ , أَسْفَرَ عَنْهَا الَّاتِي : –
• شَقُّ طَرِيقٍ تُرَابِيٍّ مِنْ سماعية بِوِلَايَةٍ الطائيين بِمَسَافَةٍ تَبْلُغُ 40 إِلَى 45 كِيلُو مِتْرٍ تَقْرِيبًا , لِقِرَبِهَا مِنْ الطائيين أَكْثَرَ مِنْ وِلَايَةِ وَادِي بَنِي خَالِدُ وَسُهُولُهُ الطَّرِيقِ المُقْتَرَحِ
• تَوْصِيلُ الكَهْرَبَاءِ وَالمَاءِ .
• بِنَاءُ المَسَاكِنِ .
بَعْدَ شَقِّ الطَّرِيقِ وَإِدْخَالِ الكَهْرَبَاءِ وَالمَاءِ الحُكُومِيِّ لِبَلَدِهِ بِوَأْدٍ عَنْ طَرِيقِ سماعية , عَارَضُوا أَهَالِي بِوَأْدِ الكَهْرَبَاءِ , بِدَافِعٍ أَنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ دَفْعٌ مُبَالَغٌ مُقَابِلَ هَذِهِ الخِدْمَةُ مَعَ قُبُولِ خِدْمَةِ نَقْلِ المَاءِ عَنْ طَرِيقِ سَيَّارَاتِ الدَّفْعِ الرُّبَاعِيِّ لندكروزر مَجَّانًا , وَلِهَذَا تَمَّ بِنَاءُ مَسْجِدٍ وَإِيصَالُ الكَهْرَبَاءِ لَهُ , مَعَ بَقَاءِ أَهَالِي بِوَأْدِ مُعَارَضَةِ الكَهْرَبَاءِ .
الغَرِيبُ فِي الأَمْرِ أَنَّ أَهَالِيَ بِوَأْدٍ حَسَبَ مَا يُظْهِرُ التَّصْوِيرُ بِالفِيدِيُو الَّذِي صُورَتُهِ أَحَدُ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ مُنْذُ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ , إِنَّهُمْ يُطَالِبُونَ بِكُلٍّ مَا جَاءَ سَابِقًا , رَغْمَ أَنَّهُمْ هُمْ مِنْ عَارِضَةٍ , كَمَا أُحِبُّ أَنْ أُنَوِّهَ أَنَّهُ يَظْهَرُ فِي أَحَدِ لَقَطَاتِ الفِيدِيُو أَعْمِدَةُ كَهْرَبَاءٍ تَشُقُّ بَلَدَهُ بِوَأْدٍ , فَكَيْفَ لَا تُوجَدُ لَدَيْهِمْ كَهْرَبَاءٍ ?!! , الحُكُومَةُ مُمَثِّلُهُ فِي شَخَّصَ مَعَالِي وَزِير الأَسْكَانَ المُوَقَّرُ وَعَضُّو مَجْلِسُ الشُّورَى الشَّيْخَ أَحْمَدُ بن حسين السعدي وَسَعَادَةٌ وَاِلِيَّ الوِلَايَةُ مَاجِدُ بِنْ سُلْطَانُ أَلْشِكِيلِي وَالفَرِيقِ المُمَثِّلُ مِنْ الأَسْكَانِ قَامُوا بِدَوْرِهِمْ بِالكَامِلِ فِي عَمَلِيَّةِ إِيصَالِ مَنَافِعِ النَّهْضَةِ لِهَذَا المِنْطَقَةُ النَّائِيَةُ مِنْ وِلَايَةِ وَادِيَيْ بُنِّيٌّ خَالِدٌ , لَكِنَّ سُكَّانُهَا يُعَارِضُونَ وَبِشِدَّةٍ كُلُّ مَا أَرَادَتْ الحُكُومَةُ تقديمة وَيَفْضُلُونَ العَيْشَ بَعِيدًا عَنْ الكَهْرَبَاءِ وَزَخَمَ الحَيَاةَ الحَالِيَّةَ , رَغْمَ أَنَّهُمْ وَافَقُوا عَلَى نُزُولِ أَبْنَائِهِمْ إِلَى المَدَارِسِ فِي سماعية بِوِلاَيَة الطائيين , وَنَقَلَ الطُّلَّابُ تَقُومُ بمصاريفة وِزَارَةُ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ مِثْلَهَا مِثْلَ غَيَّرَهَا مِنْ أَمَاكِنَ وَبَقَاءِ هَذِهِ الأَرْضِ الطَّيِّبَةِ .
نَسْتَشِفُّ مِنْ خِلَالِ مَا ذَكَرْتُهُ فِي سِيَاقِ مَقَالِي هَذِهِ أَنَّ السَّبَبَ الرَّئِيسِيَّ فِي عَدَمِ تَقَبُّلِ هَذِهِ الخِدْمَاتِ أَهَالِيَ مِنْطَقَةٍ بِوَأْدٍ نَفْسِهَم , فَهْمٌ رَفَضُوا النُّزُولَ إِلَى الرَّاكِيِ بِنَفْسِ وِلَايَتُهِمْ وَفَضَّلُوا البَقَاءَ بِبَوَادٍ رَغْمَ اِدِّعَائِهِمْ المُعَانَاةِ !! , مَا أَثَارَنِي وَجَعَلَنِي أَكْتُبُ هَذَا المَقَالُ هُوَ عِلْمِي الوَطِيدُ بِسَعَادَةِ الشَّيْخِ أَحْمَدُ بِنْ حُسَيْن السعدي وبشخصة الكَرِيمُ الَّذِي يَسْعَى دَائِمًا أَنْ يُخَدِّمَ أَهْلَ وِلَايَتِهِ دُونَ أَنْ يَقُولَ أَوْ يُعْلِنُ لِهُمْ مَا الَّذِي قَامَ بِهِ أَوْ سَوْفَ يَقُومُ بِهِ , وَعِنْدَمَا سَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبٌ ذَلِكَ قَالَ لِي , أَنَا لَا أَعْمَلُ رِيَاءٌ حَتَّى يُتِمُّ اِنْتِخَابِيَّ فِي المَرَّاتِ المُقْبِلَةُ , إِنَّمَا أَعْمَلُ لِوَجْهِ اللهِ لَا أُرِيدُ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا , كَمَا إِنَّنِي عَاهَدْتُ نَفْسِي وَوَهَبْتُهَا لِخِدْمَةِ وِلَايَتِي وَوَطَنِي عُمَان , وَلَيْسَ مِنْ شِيَمٍ المَشَايِخُ وَأَعْيَان البِلَادُ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِمَا يَفْعَلُونَ , فَهَذَا وَاجِبٌ أُنِيطَ لِي وَعَلَيَّ أَنْ أُحَسِّنَ أَدَاءً الوَاجِبَ كَمَا ينبلغي دُونَ الاِلْتِفَاتِ لِكَلَامٍ وَأَحَادِيثِ الغُيُرِ , فالمرء يَسْمُو بِخَلْقِهِ وَأَفْعَالِهِ ، فَارِجُو مِنْ مَرٍّ عَلَيْهِ الفِيدِيُو أَنْ لَا يَسْمَعَ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٌ فَيُصَدِّقُ , إِنَّمَا عَلَيْهِ طَرَقَ أَبْوَابَ الحُكُومَةِ وَخَاصَّةً الجِهَاتُ الَّتِي ذَكَّرْتُهَا لِكُمْ فِي سِيَاقِ المَقَالِ , وَدُمْتُمْ بِوَد.

يعقوب بن راشد بن سالم السعدي