“العمق الخليجي”

0
1293

وإن كنا نختلف في بعض التوجهات السياسية ووجهات النظر مع بعض دول مجلس التعاون العربي ، أرى أنه لابد أن نحافظ على العمق الخليجي مهما كانت الظروف. لنتعلم من الحكمة القابوسية .

فعمان كما هو معروف تقع في حدود صعبة جدا ومحاطة بدول بها من المشاكل ما بها ، ولكن حكمة مولانا السلطان مفادها التحاور ونبذ الخلافات والهفوات ووضعها جانبا ، والتركيز في التنمية المشتركة والمشاريع التي تخدم الاوطان والمواطنين ، والبحث عن ما يجمعنا لا ما يفرقنا ، والعقلانية والتبصر وإيجاد مخارج من الانفاق المظلمة والمتاهات التي لا يحمد عقباها. الحكمة في الوقت الحالي تقتضي علينا عدم الرد على المهاترات والملاسنة والمراهقين ومن في حكمهم .

لعدة أسباب أولها المنطق ، فمنطقيا لا نملك اعلام قوي كإعلامهم ، هذه حقيقة واقعية للنظر للأمور وليس ضعفا ، ثانيا خلقيا وهو العنصر الأهم ، أخلاقنا إن كنا نراها رائعة ونفتخر بها ويفاخر الاخرين بها ، فأنها تحتم علينا أن نتعامل مع الأخرين بأخلاقنا وليس بأخلاقهم ، ثالثا عمليا : لنقيم نتائج العلاقات الممتازة ونتائج الخلافات مع اﻷخرين .

ترى أيهما أصلح لنا والعالم يمر في نفق مظلم لا نعرف نهايته ومتغيرات متسارعة من نواحي سياسية واقتصادية واجتماعية والتكنولوجية ، فمن وجهة نظري المتواضعة أرى أن العلاقات الممتازة مع الجميع مفيدة وخاصة في أوقات اﻷزمات ، فلتكن علاقاتنا قوية في السلم والخلاف ، خلاصة القول أنه علينا أن لا نرد السيئة بالسيئة بل السيئة بالحسنة ، ونستفيد من علاقاتنا السياسية الرائعة مع الجميع ونسخرها لصالحنا وصالح أمتنا ونجهز الفرق التفاوضية الاقتصادية والعلمية والبحثية لجلب كل ما هو مفيد ويدعم تنمية مستدامة لبلدنا الحبيب.

والتاريخ القديم والحديث يشهد بأن عمان والعمانيين لم يدخلوا في أزمات مع أشقائهم وجيرانهم بسبب كلمة كتبت أو نطق بها ضد الأخرين وأخيرا وليس أخرا ، لنضع حديث سيدنا الرسول عليه السلام والصلاة اشرف وأطهر البشر أمامنا كالنبراس المضيء “لو أهل عمان أتيت ، ما سبوك وما ضربوك” أو كما قال خير البشر ، ولنضع الحكمة القابوسية كحكمة دائمة في أذهاننا وعقولنا الذي يسعى أن يرى كل من الوجود صديقا لعمان ، ولنعتر من تاريخ السلطنة المشرف الذي لم يسيء لأحد ، ولم تثره كلمة من مراهق أو معتوه أيا كان. لنضع كل هذه الاعتبارات أمامنا قبل أن نصدر كلمة كتابة أو نطقا تسيء لأخواننا وأشقائنا وجيراننا وأحبائنا

خلفان الطوقي