الأفلام الوثائقية

0
1866

يعاني المنتج العماني والمخرج والمؤلف من عقبات تقف حائل دون ظهور عمله على القنوات التلفزيونية الحكومية أو القنوات الخاصة التي تعد على أصابع اليد الواحدة أو أقل من ذلك ، وهذا يعد تهميشا متعمدا لعدم بروز منتجين ومخرجين ومؤلفين او كتاب من خارج هذه القنوات الحكومية أو الخاصة .

وما نشاهده من بث في هذه القنوات هو فقط من إنتاجها الخاص ، والعمل على تنفيذ هذه الأعمال يقتصر فقط على طاقمها الخاص ، أنا لست ضد أحد في مقالي هذا ، لا بشكل خاص ولا عام ، إنما أطرح قضيه عشتها بنفسي ونلت من ألمها الكثير ، ومن معاناتها الكثير والكثير ، ورغم هذا وذاك لم يقدر أحد ثم ذلك ولا ثمن المادة التوثيقية التي يحتويها الفيلم ، لا شك، بأن إنتاج الفيلم الوثائقي عمل شاق، ومليء بالتحديات، وبقدر أهمية الفيلم بحد ذاته إلا أن المسائل المتعلقة بقبوله ورفضة هي غاية مشروع للجهة المشتريه إذا كان المضمون أو الطرح ضعيف أو لا يحمل مصداقية من أرض الواقع ، لكن بالمقابل إذا كان العمل يحتوي على جميع المقومات التي تأهله أن يكون عملا ناجحة ويقدم رسالة شريفة ونظيفة .. لماذا يرفض أو لا يقبل ؟!! .
كما إن كثير من الجهات الأخرى مثل الوزارات التي ربما أحيانا محتوى الفيلم يندرج تحت مهامها وأولوياتها التي من الممكن أن تبرز كثير من الجوانب التي تنصب في توجهات وصميم عملها المسنود عليها من قبل الحكومة ، ومثل هذه الأفلام الوثائقية تخدم مسار الوزارة المعنية في مراجعها التوثيقية ، فتبقى وتظل مكاتبها المرئية عامرة بالمراجع الذي يخدم الوزارة نفسها أو الباحثين في نفس المجال أو لطلاب الجامعات والكليات الخاصة والعامة .
للأسف الشديد الفيلم الوثائقي في الدول العربية ككل لا يلقى إهتمام بالغ ومنقطع النظير كما في الغرب ، وهذا ما يجعل مسار حيات كثير من الشعوب العربية مهمشة ، وقد يأتي يوم وتكون مندثرة دون ما يعرف الجيل القادم شيئا يذكر عن تاريخ بلده وأمته وكيف عاش أجداده ، وما هي البيئة التي كانوا يعيشون فيها وكيف تعاطوا معها ، وما هي الوسائل المستخدمة والكثير الكثير من المعالم والأصول التي تحتاج إلى الكشف عنها ، مع خبرتي (الناشئة) في هذا الحقل الحيوي أرى من الضروري جدا فتح أذرع الجهات المسؤولة في كل دولة عربية لإحتضان إنتاج أبناءها من الأفلام الوثائقية والأخذ بأيدهم إلى النجاح ، فالأجيال لا تصنع نفسها بنفسها إنما هو تعاضد وتألف وإنتماء متبادل من أصحاب الخبرة ينقلونه إلى من هم في مستواي المتواضع الناشئ من العمل في هذا المجال السينمائي المهمش ، فهو لم ينل نصيبه الوافر من الأهتمام مثله مثل الدراما السينمائية .
من باب الأمانة العلمية والثقافية والمهنية أرت أن أصلت الضوء على هذه الجانب المهم من حياتنا اليومية ، وعلى هذا المكنون العظيم من التراث والحضارة والتاريخ الذي تزخر به بلدنا الحبيبة عمان وهي في حاجة إلى توثيقة يوما بعد يوم ، والسينما حقيقة تفتقر إلى الكثير في الجانب الوثائقي للأفلام التسجيلية ، فإذا ما قسنا حجم الأفلام الدرامية بالأفلام الوثائقية السينمائية نجدها واحد بالمئة فقط ما تحضا به من إهتمام نظير الدراما ، إذا سألنا مما يتكوّن الفيلم الوثائقي ؟ .. فتكون الإجابة كالتالي .. من مجموعةٍ من الصور المتحركة ، والتي تعمل على تفسير أحداثٍ واقعيّةٍ لأغراض الترفيه ، أو التعليم أو التوثيق التاريخي أو الحضاري من عادات وتقاليد وصناعة وإكتشاف .
مصطلح الأفلام الوثائقية في اللغة الإنجليزية هو Documentary Film والتي أستمد أسمها من الكلمة الفرنسية نفسها Documentaire ، فهذا مدلول التسمية التي آلت عليه تلك الحقبة في روسيا وغيرها ، فقد أسهمت الأفلام الوثائقية في تسجيل أحداث الحرب العالمية الأولى والثانية ، إذا علينا أن لا نتجاهل هذا النوع من الأفلام أو من يقوم على العمل عليها ، كما على الجهات الراعية بالدولة مد يد العون والمساهمة في النهوض بالكوادر الوطنية القادمة في هذا الجانب وإعطائها المجال الواسع لتقديم ما لديها من فكر وثقافة وعلم تدور أحداثه في حياتنا اليومية ، فأنا وغيري من الشباب نحتاج إلى دعم مستمر .

يعقوب بن راشد بن سالم السعدي