صرخة مدوية من تحت طاولة الأنترنت

0
1948

أصبح وأمسى عالم الأنترنت بخيره وشره الكبسولة التي تشفي صداع كل ذهن يحتاج إلى سبر غوار شتى المواضيع التي يحتاجها في ضغطة زر على طابعة حاسوبه الآلي ، وهذه نعمة من النعم التي يهبنا عليها الله سبحانه وتعالى إذا ما أحسنا التعامل معها ، وقد تتحول إلى نقمة إذا فعلنا العكس ، فكل أمرا يحمل في طياته أمرين أثنين مختلفين يصبح هو الخلاص كما يمسي هو الحبيس ، فكيف لنا أن نتصور ونحن في هذه العالم الذي يصرخ البعض من تحت طاولته على الملاء يبحث عن شبكة أنترنت ليغذي منها عقول ومشاريع أبناءه من بحوث وتحضير ورسالة ، ويقطع مئات الكيلو مترات وأحيانا يصعب على البعض الوصول إلى هذه الشبكة العنكبوتية التي لم يحضا بعض من أولياء الأمور بالسماع عنها حتى الآن بسبب تقوقع البعض في قرويتهم .

 في كثير من ولايات السلطنة لا تصلها هذه الخدمة أبدا ، وهنا تكمن المشكلة لدى طلاب المدارس وخاصة من الأسر التي يصعب عليها حتى إيجاد سيارة توصلها إلى سوق الولاية أو إلى أقرب ولاية مجاورة ليحضا بمكتب يحتوي على جهاز حاسوب آلي ملحق بالأنترنت ، حتى يتمكن من إستخراج البحوث التي طلبت من أبناءه لتقديمها من ضمن مشارع الدراسة الدورية حسب المناهج التي تتطلب ذلك .

والغريب في الأمر إننا وصلنا إلى عام 2018 ميلادي و48 عاما من النهضة المباركة التي طالت مفاهيمها وبركتها كل ربوع الوطن الحبيب وبعض الولايات لم تحضا بعد بشبكة الأنترنت ، وإذا وجدت فالشبكة ضعيفة إذا ما أستعملت عن طريق الهاتف أما التوصيل المنزلي فهو معدوم تماما ، أبسط المشاريع الطلابية تصعب على اولياء الأمور ، على الجهات المسؤولة بالدولة مثل وزارة النقل والإتصالات وشركات الإتصالات والجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة أو وزارة التربية والتعليم أن تعي دورها القادم وتعمل على الرقي بخدماتها وإيصالها إلى كل شبر من هذه الأرض الطيبة ، فقد أصبح العالم وليس هذه البلد فحسب هو في حاجة ماسة إلى شبكة الأنترنت في كل مسار حياته اليومية .

لابد أن تعمل هذه الجهات وفق منظومة واحدة لوجود حلول سريعة وجذرية لإدخال شبكة الأنترنت إلى كل الولاية ، وهذا لا يتأتى إذا كنا نعمل على إنتظار وزارة النقل والإتصالات أو شركات الإتصالات المنافسة في البلد لتأتي بمقترحات أو أفكار خدمة ، أو إنتظار مخاطبة رسمية ليتم مباركتها من الجهات المعنية بالأمر ، ولكن تكاتف الجهات المسؤولة بالدولة والمواطنين ومكاتب الولاة بالولايات لربما أوجدت حول أخرى ناجعه مثل تفعيل هذه الشبكة بشكل مجاني في المدارس للطلاب والطالبات لمن لديهم مشاريع دراسية ضرورية ، أو تفعيلها في المنتزهات والمرافق العامة مثل الأسواق على أن تكون أيضا مجانية وفق ضوابط رقمية سرية تعطى لكل طالب وطالبة حسب رقم جهازه الآلي ليستفيد منها خارج نطاق المدرسة ، وهذا طبعا إذا كانت مسألة أيصال الخدمات في بعض الولايات يكلف ملايين الريالات بسبب العوامل الصخرية والتضاريس من الأودية والشراج التي تحول دون ذلك ، أو تكلف الجهات المعنية مصاريف كثيرة .

 فوجود الشبكات المتنقلة في بعض الولايات لا يعطي القوة الكافية في إيصالها لجميع المستفيدين منها ، وكما أن الضغط الكثير على شبكة واحدة يققل من جودتها في الأنتشار والوصول لكل مستهلك ، فنعلم يقينا أن شركات الإتصال تقوم بدورها في تغذية الكثير من البقاع في كثير من ولايات السلطنة عبر شبكات الإستقطاب الثابت على رؤوس جبال بعض الولايات ، فلابد من الشروع في العمل على مشروع الألياف البصرية لتصل لكل مستهلك في كل ولاية ، ونتمنى بأن يكون ذلك في أقرب وأسرع وقت ممكن .

 يعقوب بن راشد بن سالم السعدي