مدن الفلين ..

0
1424

رأيت طابورا من الطلبه يدخلوا المدرسه بأيديهم ألواح الفلين في اشكال متعدده.

إلى المعلم بين اوراق الكتب وزحمة الطلاب و ذرى الطباشير وخطوط الأقلام وعبء الحقائب ووسم الألوان. تمتلىء صباحات الطلاب بنا يثقل على ظهورهم من حمل الكتب والدفاتر والمشاريع التمثيلية ومجسمات الفلين.

 يأتي اليوم يقول فيه احد الطلبة في الفصول الدراسية الأولى ، طلب مني معلمي مشروع مدينة متكامله وآخر سوق تجاري وثالث طلب منه حياة القدم للأولين ، وطالبة كلفت بحرفة الرعي ، ومنزل اخر يأوي الأسرة هو مشروع لطالبه اخرى. يعودوا للمنازل بعد ارهاق يوم كامل محملين مثقلين من تعب يوم كامل ،ليسرد كل طالب لولي امره قصة العراك مع اليوم وتحدي الصعاب ومايلبثوا الا يبدأ اولياء الأمور في إعداد المشاريع المطلوبه من الفلين كمشاريع للطلاب الصغار.

نعم الاب والام هم من يعد المشاريع عن ابنائهم ايمانا بأن المرحلة العمرية لهؤلاء الطلبه لازالت في مرحلة النضج والتكوين ، ولكن يزداد مع أحمال الحقائب أثقال الواجبات المدرسيه والطلبات المتكررة. كنا في الثمانينات من عمر النهضة ندرس في مدرسه صغيرة تتخذ من منزل في بداية الحي مقرا لها نتعلم نتشارك نتداول ونتنتاقش ، نقوم كطلاب بصحبة معلمنا بإعداد المشروع المطلوب بغية نكتمل الفكرة من الفصل والى الفصل ويكون للبيت مساحة مراجعة الفروض الدراسيه والعودة لإستيعاب ماقيل في الفصول ورغم هذا وذاك كانت الحياة ببساطتها تمضي بكل يسر بلا أحمال ولا أثقال.

والان ازدادت طلبات المدارس من مشاريع ومبالغ ولوحات ورسوم وتزداد تبعا لها المصاريف على كاهل اولياء الأمور  ونعلم يقينا ان الهدف سامي ولكن الوصول اليه بالحكمة مطلوب ، وكثيرا ماكتب الكثيرون عن الحقائب والطلبات سردا وعدا ولازالت الطلبات لم تبارح أمكنتها ولم يعي البعض متصلبات العصر. فالطلبه الان بين مطرقة الحداثة وسندان التكنولوجيا يبحرون به فيه ضالتهم وبه يلجأون ، فلنستغل هذه الملكات للتعليم وتنمية القدرات والمهارات ولندخل مشروع المستقبل من التكنولوجيا بعيدا عن مدن الفلين والمشاريع التي يصنعها أولياء الأمور لا ابناءهم . فنحن أمام تحدي وعقول تغزو المستقبل من الآن عبر الكمبيوتر وألالواح الذكية لا ألواح الفلين.

يوسف بن علي البلوشي