مواقف وتنبيهات

0
1434

تحدث في كثير من الأحيان بعض المواقف التي ربما قد ينزعج منها الكثير من البشر وقد تحدث هذه المواقف جراء تصرفات تصدر من بعض البشر في الأماكن العامة كالمساجد و الدوائر الحكومية بحسب شهود هذه المواقف والوقوف عليها وسأذكر هنا بعض التنبيهات لهذه المواقف وهي من الحياة العامة للأفراد

ومن هذه الشواهد التي ترجع اسبابها الى الاستعجال وعدم تقدير الأمور وقلة الصبر وفي بعض الأحيان الجهل بماهية الأشياء وعواقب الأمور وبحسب طبائع البشر ومدى اطلاعهم وتنوع ثقافاتهم ومفاهيمهم وإلمامهم بأمور دينهم ومعاشهم، ونحن هنا لا نلوم أحدًا ولكن ننبه بعضنا البعض ونتعلم من بعضنا البعض ونطرح هذه التنبيهات ونعرضها على السادة القراء كي نشترك جميعا في هذا النقاش وبالتالي نعرض الحلول المناسبة ولا غنى لنا عن اقتراحاتكم المثرية، ولنبدأ ببيوت الله المساجد

فعلى سبيل المثال قضية الصلاه، فأثناء تنقل الفرد من مكان إلى آخر، تتخلل هذه الأمكنة المراد قصدها اوقات للصلوات ، تقتضي الوقوف من أجل الصلاة ، وعند الوقوف والدخول لمسجد ما ترى ولله الحمد الجماعات مستمرة لأداء الصلوات، الجماعة تلو الأخرى فربما قد تدخل وتجد جماعة قد شارفت على الانتهاء من الصلاة وقد لا تتمكن من الوصول إليها لأنك لا تلبث قليلًا إلا ويسلم الإمام وأنت تمشي إليهم ، فتنتظر ثوانٍ معدودة وليس ساعات طوال ريثما ينهوا صلاتهم وقد أمرنا بالدخول معهم إلا إذا لم يسعف الوقت كما أسلفنا وهناك قضية اخرى وهي اختلاف الفروض بالنسبة للمسافر والجاد في السير.

وهنا تحدث هذه المواقف فيطالب البعض بإقامة الجماعة الأخرى بحجة اختلاف الفروض فهم يصلون العشاء ونحن نصلي المغرب والجامع كبير و هناك فاصل ولكن هنا يجب الانتظار حتى تنهي الجماعة الاولى صلاتها وتبدأ الأخرى بعد انتهاء الأولى وإلا فالفتوى من العلماء بالمنع أي عدم إقامة جماعة أخرى حتى تنقضي الأولى وقد تحدث بلبلة وتشويش وإرباك للداخل من المصلين والمستدرك وقد أفتى سماحة الشيخ المفتي بالمنع حتى تنفض الجماعة الأولى وهذا القول أحوط وأسلم، والرأي كما قال سماحة الشيخ المفتي حفظه الله والصلاة مع السكينة والطمأنينة أبلغ وأحكم من التشويش واختلاط الأصوات فضلًا عن التنظيم والاستقرار فهذه عبادات يجب على المرء أن يتلذذ بها ويقبل عليها بصدر منشرح ويؤديها بكل حرص وتؤدة ولا يظن ظان أنها حمل ثقيل يريد التخلص منه فحسب فتفقد المقصد الأسنى التي شرعت من أجله وهي الصلة بين العبد وربه ، فإذا كانت هذه الصلاة صلة فلنحسن هذه الصلة ولنوطد هذه العلاقة فتكون هي الرباط السليم الذي لا تشوبه شائبة والمسلك القويم الذي يرتجى منه كل خير وفائدة

ومن ذلك أيضًا ما يصدر من بعض المأمومين عندما ينسى الإمام آية مثلًا تجد من هو أقرب للإمام كالسترة مثلًا أو من يكون قريبًا منه ينبهه عن الآية التي ظن الإمام أنه ذكرها ليأتي آخر من طرف الصف ليصرخ رادًا عليه مذكرًا إياه بالآية التي تليها ظنًا منه أنه نسي تلك الآية وفي الحقيقة أنه لم يلاحظ أو يسمع النقص الذي كان في الآية التي قبلها وتتكرر مثل هذه الأمور وقد شهدت ذلك بنفسي فيقع الإمام في الارتباك وأقول من أراد الرد على الإمام أو تذكيره بآية ما عليه أن يسمع جيدًا ويتيقن أنه يذكره بالآية الصحيحة ولا يصرخ من بعيد وهو أصلًا لم يسمع ولم يعِ ما ذكره الإمام والموضوع يطول ونكتفي بهذه الأمثلة ولعلنا نفرد مقالًا في القريب العاجل يتحدث عن معاناة أئمة المساجد والصعوبات التي يواجهونها مع المأمومين حفظ الله أئمة المساجد وسائر المأمومين، وننتقل للدوائر الحكومية ففي بعض الدوائر الحكومية لا يسعنا إلا أن نتوجه إليهم بالشكر الجزيل لما يقدمونه من خدمات جليلة وتسهيلات يُسَرُ بها

المواطن كوزارة التجارة والصناعة عندما تم الإعلان عن إلغاء السجل التجاري لمن أراد الإلغاء فأتت بأكثر من جهة حكومية في نفس مبنى الوزارة تيسيرًا للمراجع كالبلدية والشرطة ويالها من خدمات ميسرة يتنقل بينها المراجع دون أدنى عناء وفي نفس المكان وذلك مراعاة له من عناء الطرق والتردد بين أكثر من جهة ومكان ولا يخفى على الجميع بأن هناك من المراجعين من المرضى وكبار السن والنساء ومن لا يملكون وسيلة النقل إلا سيارات الأجرة ، ونحن في عصر الربط الإلكتروني والذي ليس بحاجة أصلًا إلى التنقل من مكان إلى آخر وتكبد عناء الطريق والوقوع في الزحام ، ونأتي للموقف المغاير فمن لديه معاملة في البلدية الموقرة و أراد عمل مظلة لمواقف السيارات خارج منزله كما تم الإعلان عن ذلك مؤخرًا مقابل رسوم مالية عن كل موقف وبمواصفات معينة للمظلة تشترطها البلدية كي يتم الموافقة عليها ، ولكن بخطوات ترهق المواطن ونحن في عصر الربط الإلكتروني كما أسلفنا، فتقصد البلدية لأخذ استمارة ويتم تعبئتها ثم أخذها لأكثر من جهة فموقع البلدية على سبيل المثال في العامرات والجهة التي تليها وهي الجهة الثانية للمراجع في الموالح والجهة الثالثة في غلا الصناعية ثم العودة للبلدية في نهاية المطاف لإنهاء المعاملة واستكمال باقي الإجراءات ودفع الرسوم وأقول لماذا لا تحذو البلدية حذو وزارة التجارة والصناعة الموقرة لتوفير الوقت والجهد اللذان يكلفان المراجع الكثير وتجنب هذه المعمعة واختصار الطريق الطويل وأوجه هذا النداء عبر هذا المقال إلى البلدية الموقرة بإعفاء المراجع من التردد سواءً بتفعيل الربط الإلكتروني أو جمع هذا الجهات في مكان واحد كما هو الحال في وزارة التجارة والصناعة الموقرة راجيًا أن يلقى الصدى وكبير الأثر لدى المسؤولين في البلدية الموقرة ، حفظ الله الوطن حكومة وشعبًا وسلطانًا وسائر الأوطان.

ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي