لهذا نحتفل بيوم النهضة

0
3010

سنظل نحتفل بيوم النهضة العُمانية الخالدة في الثالث والعشرين من يوليو من كل عام كيوم لا ككل الأيام ، وهي بالتالي وقفة لا ككل الوقفات ، وهو إحتفال لا ككل الإحتفالات ، إنه اليوم الذي توقره السلطنة  من أقصاها إلى أدناها بإعتباره اليوم الذي آلت فيه على نفسها الخروج الى العالم الجديد كدولة حديثة ومتطورة آخذة بأسباب العلم سبيلا لبلوغ الغايات النبيلة .
وكانت البداية كما تعلمون عندما أعلنها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأن التعليم هو الغاية وهو الهدف وهو وحده المطية لبلوغ هامات الجبال ، كان التعليم ولو تحت ظل شجرة على حد تعبير جلالته كتأكيد على إنه الأولى بالرعاية .

وبدأت الخطوات الأولى مؤطرة بصميمية القائد ، ومكللة بتكاتف شعبه الوفي ، بدأ التعليم بداياته الصعبة والعسيرة ، فليس نيل المطالب بالتمنى تلك حقيقة ، ثم رويدا رويدا بدأت المدارس تعلن عن وجودها في كل قرية وولاية ، وبالطبع لم تكتمل تلك المنظومة إلا بإنشاء الجامعة كإيذان بإكتمال منظومة التعليم .
وكان عام 1982 عام وضع اللبنة الأولى في الصرح التعليمى الأضخم بالسلطنة ألا وهو جامعة السلطان قابوس ، والتي إستقبلت الدفعة الأولى من طلابها عام 1986 .
ومن وقتها وقبلها كانت عجلة التنمية تمضى في كل الإتجاهات ، وتتوالى الإنجازات في كل المجالات ، اليوم هاهي السلطنة تقف على قدميها معلنة عن نفسها كدولة نموذجية في عالم يمور بالإضطرابات والمتناقضات الفكرية والعقائدية والأثنية ويمور بالحروب وبالدمار والموت في بقاع شتى من كوكب الأرض ، غير إن السلطنة بقيت في منأى من كل ذلك بفضل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة والتي تقف لها كل أمم الأرض إحتراما وتقديرا وثناءا ، وغدت السلطنة بمثابة أمم متحدة بديلة إذ لطالما عهد إليها الكثير من المهام ورفعت إليها العديد من الملفات الشائكة لصراعات مزمنة بين الدول والحكومات ، وكانت عُمان عند حسن الظن بها دوما .
من هنا إكتسبت السلطنة سمعتها الدولية المميزة ، وإستحق المواطن  الإحترام والتقدير والتوقير في كل بقعة من كوكبنا يصل إليها
هذه هي  النهضة ، وهذه هي عُمان الحديثة التي أبلغت العالم جميعه وبلسان عربي مبين إنها هي عينها عُمان صاحبة التاريخ العريق في شبه جزيرة العرب ، وأنها هي ذاتها الأمبراطورية التي حكمت ساحل أفريقيا الشرقي ونشرت الإسلام والتقوى والإعتدال وحسن الخلق في تلكم الأصقاع البعيدة ، وانها هي ذاتها عُمان التي اسلمت سلما لاحربا ، وأنها هي ذاتها التي دعا لها ولأهلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنها هي ذاتها عُمان ذات القلاع والحصون في هامات جبالها والتي تتحدث عن نزالات لها مريرة مع الأعادى برا وبحرا ، وأنها هي ذاتها التي تحتضن أرث ثقافي وحضاري وسياحي ضخم ، وأنها هي ذاتها النافذة التي يطل من خلالها التواقين لرؤية كيف تسوس الحكمة والأعتدال مفاصل الحياة في وطن يقوده قائد النهضة العُمانية الحديثة المنطلقة مشاعلها التي بددت جحافل الظلام في الثالث والعشرين من يوليو ..

علي بن راشد المطاعني