من المسؤول منا ؟

0
1119

تخرج كل يوم على السطح ظاهرة جديدة يفتعلها التواصل الاجتماعي سواء ردا على تغريدة لمسؤول او لفعالية او لحدث مهم وكأننا أوصياء على كل هذا الحال في وقت الذي خرجت به العديد من اللقاءات الاعلامية والندوات والمؤتمرات بضرورة وجود متحدث رسمي عن أي مؤسسة منعا للتأويل ودرءا لضجيج الأحداث والفعاليات .

لعل الوقت الذي نمر به عصيب نوعا ما ولكنه حال كل الدول التي تسعى إلى تخطي وتجاوز هذه الأزمة المنهكة وهي متى يكون للبرميل النفطي قيمة في وقت اصبح عماد الأرض يتهاوى أمام مرأى الجميع.

ورغم مطالباتنا في مثل هذه الأزمات قرب المسؤول من المواطن وتجاوز بعض المسؤولين القاعده في التقارب مع المواطن بل والتجاوب لهم إلا أن الرد العكسي الذي يفقدنا أحيانا الصواب في التعاطي مع المسؤول الذي فتح قلبه وفكرة ووقته وكسر بابه للقاء الجميع عبر منصه جديدة وجب التعاطي معها بكل حرفيه لأنها عابرة للحدود.

كنا كأعلاميين نبحث عن مسؤول قريب منا يفتح القلب قبل الأبواب لحديث عن قضايانا والتقرب لنا والإستماع لنا وله بعيدا عن كيل الشتائم والتصوير المتزلف المتعدي لحياة اي مسؤول.

هنا انا لست مدافعا عن شخص مسؤول بعينه ولكن مشخصا واقع الحال الذي يفترض ان نكون اكثر إدراكا بحجم التعامل مع هذه الوسائل وعدم الحكم على أي تصريح او حديث لمسؤول من خلال ضغطة زر وعدد محدود من الكلمات.

اليوم عندما يعزف المسؤول عن التواجد في ساحات التواصل الاجتماعي سيولد فجوة كبيرة اخرى لاندركها نحن كمجتمع وخلصة ان كثير من المؤسسات تعيش حالة من البيروقراطية في الأداء الإداري نتمنى ان لا نصلها

ولكن يجبر الوضع الذي يقجر الرأي العام مع حديث كل مسؤول ان ينأى بنفسه مغبة الوقوع في مهاترات في غنى عنها الان اصبح الكثير من المسؤولين لديهم حسابات شخصية في مساحات التواصل الاجتماعي ليس بهدف قرٱة فكر المجتمع بقدر ان المسـؤول من هذا المجتمع وله وخاصة مع الجيل الشبابي من المسؤولين الذي كسروا حاجز المواطن والمسؤول واصبحوا المواطن والمواطن في الحديث العام بغض النظر عن صفته وما لديه ان احترام الرأي الآخر اصبح مقياسا كبيرا تقيسه مؤشران دوليه على مدى نضج هذا المجتمع وإلتفافه على مسؤوليه بحكم الخطورة التي تحملها منصات التواصل والتي كثيرا ما تكون محملة بأهداف مضاده وهدامة من منظمات ودول ومآرب خفيه.

مسألة هبوط اسعار الوقود بقدر ما تكون في المقام الأول مسؤوليه حمومية فهي مسؤولية مشتركة بين قطاعات الحكومة والقطاع الخاص والمواطن حيث ان المواطن يجب ان يبني حياته على متوسط من الانفاق بعيدا ايضا عن التبذير رغم وجود من هم معسرين ايضا وجب الوقوف معهم.

لقد اصبنا جميعا بالتخمة في وجود الحياة الحكومية الغالبه علينا في حياتنا اليومية ودعمها الأزلي منذ ولادتنا وحتى وفاتنا نصفق ان وقفت طائرة لتنقذ مواطن في سفح جبل رغم ادراكنا بخطأ تواجدنا على هذه السفوح بدون معايير السلامة والآمان  ونصفق في خوض مركبه دفاع مدني للوادي لتنقذ مواطن اخذته الشجاعه لاجتياز الوادي رغم ادراكنا بالعقبات لو ان خطأ بسيط وقع بمنتصف مسافة العبور ، ولا نصفق لمسؤول فضل التقرب منا والعيش مثلنا في ابسط مكونات الحياة بالملبس والمشرب ونكيل السباب لانه مسؤول ذو منصب ، ان هذا التشفي الغير المنطقي عبر وسائل التواصل التي لو ادركنا انها سلاح ضدنا قبل ان يكون مساحه لنا لتراجعنا ووضعنا خط رجعة ووجدنا لأنفسنا الأعذار والأسباب.

اليوم نحن بحاجة لعودة الحياة لأن يكون المسؤول بقرب المجتمع لا ان ينفر منه ، فهذا الوطن وابنائه لم يكن يعيشون تحت سمائه وقلوب الجميع عليه ، وليس منا من هو احرص من الاخر طالما الهدف مسيرة التقدم لسفينة الوطن.

يوسف بن علي البلوشي