التوشح بالهمة لبلوغ القمة

0
1975

في آخر يوم من شعبان أنزل الله علينا بفضله ورحمته الغيث وأطعمنا بجوده ولطفه حبات البرد حيث كُنا نلتقطها أنا وأخي الأكبر خالد وكانت ناصعة البياض كالجمان ترحيبًا بقدوم شهر رمضان وقد تجلت عشية ليلة دخوله كالنور تحمل في طياتها السرور معلنة عن بدء الهبات وفيض المكرمات من الواهب القادر على بعث الرفات

دخل علينا هذا الشهر وهو شهر مرتقب في كل عام ، فيا أخي القارىء الكريم إن لم تحسن استقباله وصحبته فقدته لسرعة خطواته في الزحام وفقدت أثره ، فشمر منذ البداية إن أردت بلوغ المنى وعلو المقام ولا تتخلف عن ركب من صام وصلى وقام وروض النفس واختر لها أوثق مسلك وأحكم لجام واحذر لصوص الوقت

والوقت كما قيل كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ضع لنفسك خطة كيف تقضي ليالي وأيام هذا الشهر المبارك دون تفريط أو إفراط عش مع كتاب الله العزيز واترك ما سواه لا تختلق لنفسك الأعذار ولا تتعمد اضاعة الأوقات في ما لا يجدي لا تبحث لك عن هروب مفاجىء من الطاعات وتأجيل العبادات وركز على هدف واحد وطريق واحد وهو نيل رضا الله وعفوه والفوز بالجنات ولا تقل سأقصي ما فاتني من خير وأدرك ما هو آت فالموت أسرع من الثواني واللحظات وكن متوشحًا بالهمة تريد الأفضل ولا ترضى إلا بالقمة، روح بين التنفل في الصلوات وملازمة الاستغفار والتسبيح واكثِر من التلاوات

صاحب القرآن الكريم في رمضان وغيره فإنك لن تجد مثله يمكنك من الثبات و يكون معك في الشدة و الأزمات فإن أعجبك كلامي فالزمه واترك حظوظ النفس فإنها تجرك للمهلكات ولا تصغ إليها كثيرٍا خشية الوقوع في المحرمات وطريق الموبقات ولا تحملها أيضًا ما لا تطيق واختر اواسط الأمور لتسمو إلى حقائق الغايات وتبلغ الكمالات فالسعيد من وفق لصالح القول والعمل والشقي من لم يتعض بغيره وتناسى الأجل.

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي