أروع الأمثلة في العفو

0
1632

نقارع الفتن وفي أيدينا اليراع وكأنه المهند، فالكتابة من أجل الحق جهاد والدفاع عن الحق نضال وأي نضال في زمن عُطل فيه الجهاد وقل فيه النضال وكثر النفاق والإلحاد ، وانتكست الأمور وانقلبت الموازين وقل الناصر والمعين إلا رب العالمين، مؤامرات تُحاك وخطط كانت تنفذ في الخفاء فأصبحت في العلن سموم تبث وأفكار تنشر وإرث من الحضارات ينهب ويزوّر وينسب لغير أصحابه وعداوات تثار وفتن تؤجج، فعلام هذا التخبط والتكبر؟

وعلام هذا الظلم الذي تفشّى بين البشر؟ كثرت المجاملات والرخص في الدين وانتشرت الخزعبلات وموالاة الفجرة والفاسقين وأصبح الناس يمشون في الأرض وكأنهم أموات، ماتت الغيرة وانعدمت النخوة إلا من رحم ربي ، أصبح من ينادي بالباطل مُقربًا ومحبوبًا وصاحب الحق منبوذًا ومتروكًا، غُسلت العقول وانطمست البصائر وعُطّلت أحكام الدين وعُمل بالهوى ونسيت بعض النفوس التي اشرأبّت بالنفاق ووقعت في أوحاله بأن سهام الليل لا تخطىء أبدًا بل تناست كمن تأخذه العزة بالإثم والتمادي في الأذى والظلم وتحمل الأوزار متجردًا من الحق يساير التيار، فمن ابتلي ووقع في مثل هذه الأمور فإن باب التوبة مفتوح وعفو الله ورحمته أوسع من كل المعاصي والذنوب فليرجع ويتوب فيما بينه وبين الله وليرد الحقوق والمظالم للناس وليعتذر وليطلب الصفح ممن أخطأ في حقهم، أنظروا إلى قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في العفو فشمل الجميع بعفوه رغم الأذى في النفس والأهل والعرض وفي الأصحاب فشتم وضرب وأوذي أشد الإيذاء تكلموا في عرضه وفي عرض أهله وبُصق على وجهه الشريف سلطوا عليه السفهاء والصبيان ليرموه بالحجارة كما حدث في الطائف والقصة معلومة لديكم وألقي عليه الأذى وهو يصلي

وفي طريقه وأمام بيته فعفى رأفة منه ورحمة لينقذ أمته من النار ولم ينتقم لنفسه لأنه صاحب الخلق العظيم، فمن أنا إذا تكلم عليّ متكلم وأخطأ في حقي أحد من أنا لكي لا أعفو،

إن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قد أخجل معاديه واستحوا أن ينظروا إليه بعد ما أغلظوا له في العداوة والإيذاء وشاهدوا من حسن المعاملة وكرم الأخلاق ما أبهرهم وصاحب الحق ليس بحاجة للتبرير وسيظهر الله الحق عاجلًا أم آجلًا وإن نعق ناعق وتشدق منافق والثبات على الحق نعمة وتوفيق من الله عز وجل لمن أخلص النية ومن أراد البحث عن الحقيقة فهي في متناول اليد وليست عسيرة وليقتدِ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كسلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه وقصته الشهيرة في البحث عن الحقيقة ولنا فيهم أسوة وقدوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي