العصر الذهبي للشعر العماني بدولة النبهانة قراءه بإصدار د.سعيدة بنت خاطر

0
2189

(العصر الذهبي للشعر في عمان: دولة النباهنة) هو الإصدار الجديد للدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، الذي يصدر عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان بالاشتراك مع النادي الثقافي. وفيما يتعلق بأهمية الكتاب فقد شكل العصر النبهاني علامة مفارقة كبيرة في أذهان العمانيين من حيث كونه أزهى عصور الأدب والشعر في تاريخ الأدب العماني. لقد اتسم العصر النبهاني بشدة الصراع والحروب بين أمراء النباهنة وخصومهم، وبينهم وبين ما تتعرض له عُمان من غزو خارجي، وكان نتيجة هذه الصراعات أن تعرض نتاج العصر العلمي والإبداعي والثقافي بشكل عام للإهمال والضياع وللحرق المتبادل بين المتنازعين. ولأن الدراسة في منطلقها، ليست دراسة تاريخية، وتنحو بمجملها نحو الشعر والإبداع، فإن وقوف التاريخي للباحثة سيكون عابرا لتمهيد الخلفية التي انطلق منها شعراء العصر، ومؤثرات الإبداع لديهم. وفي غياب المصادر والمعلومات يُعدُّ الشعر مصدرا من مصادر التاريخ والتوثيق، وهذا ما احتكمت إليه الباحثة في تحديد الفترة الزمنية لحكم النباهنة، وفي التقاط صورة العصر وملامحه الاجتماعية والدينية والثقافية والسياسية. ولعل أهمية هذا العصر لا تقتصر على كونه العصر الذهبي للشعر في عمان، بل لكونه يعد من العصور الأدبية الفريدة والمتميزة للأدب العربي عامة، وذلك لأنه قد أفلت من ظاهرة الضعف اللغوي السائد في الحواضر العربية الكبرى آنذاك كبغداد ودمشق والقاهرة، وقد شكل شعراء العصر تيارا مضادا رافضا لضعف اللغة وسيطرة الزخرف والمحسنات البديعية وطغيان الشكل الخارجي على المضمون والتلاعب اللفظي على التجويد الفني للصورة واللغة. ومن ثم كان شعراء هذا العصر في طليعة من قام بحركة الإحياء والبعث لمتانة اللغة والمحافظة على جودتها، ولهذا يستحق العصر النبهاني أن يدرج ضمن عصور الإحياء والبعث والمحافظة على ديباجة القصيدة العربية في تأريخ الأدب العربي عامة.