مهلا محمد .. فلم نشبع منك بعد

0
1353

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

صباح هذا اليوم ليس ككلِ صباح مضى، وكأن النفس مثقلة الهموم، متخمة بالجراح وذلك قبل تلقي خبر وفاة الشهم محمد الذي لم تتوقف الألسن عن الدعاء له بالخير منذ أول وهلة لسماع نبأ تعرضه لحادث…

وقد مكث لأكثر من أسبوع وهو يرقد في المشفى في غرفة العناية المركزة، وأكف الدعاء من كل حدب وصوبٍ له ترفع وقد تضرعت القلوب لرب البرية أن يشفيه ويعافيه

، وها هي نفس الأكف التي له رفعت
والقلوب التي له تضرعت تدعو له اليوم بالرحمة والمغفرة والثبات عند السؤال، فقد اختاره الله عنده وقبضه إليه فلله ما أعطى ولله ما أخذ

، تحزن القلوب وتدمع العيون ونحسُ بعظمِ المُصاب، فالمُصابُ جلل والخطب كبير لا سيما شعور والديه، اللهم صبرهما على فراقه واجبر كسرهما وصبر كل من عرفه وأحبه وبلل الدموع على قبره،

وقد رأينا ذلك في المقبرة وقد حزن عليه كل أهله وأحبابه وأقرانه وأصحابه لا سيما ابن عمته محمد بن خالد الذي قال عنه احتضنني قبل وقوع الحادث له بفترة يسيرة وأهداني قميصًا،

كساهُ الله بالثياب الخضر وبالسندس والاستبرق في أعالي جنان الخلد فطبت حيًا وميتًا يا محمد ، مضيت عنا وأنت في ريعان الشباب وفي مقتبل العمر

عظم الله لنا فيك جميعًا الأجر، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
فمحمد لم تشبع العيون من رؤيته بعد، ولم تمل النفوس من مجالسته، والجميع يشهد له بطيبته وحُسن سمته

ولكنها المشيئة الإلهية والإرادة الربانية وأمره سبحانه واقعٌ لا محالة، نصبر أنفسنا ونصبر جميع الأحبة، اللهم إن عبدك محمدا بن أحمد بن سالم الوهيبي في ذمتك وحبل جوارك وأنت أرحم الراحمين فعامله بما أنت أهله يا أكرم الأكرمين.

‏(إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا محمد لمحزونون، اللهم اغفر له وارحمه وثبته عند السؤال، اللهم ارحم ضعفه وأكرم نزله وآنس وحشته وصبر أهله وأحبته،واجمعنا به في الفردوس الأعلى وصلِ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين آمين