حياة العاق والمُخاصم سبهللا

0
592

 

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

كنتُ أسمع هدهدة أمي لإخوتي الصغار وتلاوتها لآية الكرسي وقصار السور قبل النوم فرحمة الله تغشاكِ يا أمي، وأسمع ترتيل أبي رحمه الله في صحن الدار، وكان قلما يرفع عينيه عن المصحف الشريف ، حتى ينهي التلاوة

رحم الله والداي فكم كنت موفقًا ومأجورًا وهما على قيد الحياة، وكم كنت مباركًا بدعواتهما وقد انقطع عني مدد الدعاء بفقدهما

فيا من له أبٌ وأمٌ على قيد الحياة بروا بهما وصاحبوهما بالإحسان واغمروهما باللطف والرحمة والحنان
كما ربوكم منذ الصغر وآثروا لكم بكل شيء وضحوا من أجلكم وسهروا عليكم

فواعجبي !!!!!وواأسفي !!!!! على من عق والديه، وخاصم إخوته وأخواته ليرضي بعض أقاربه، فكيف لعاقلٍ أن يفرط في الأساس وهما الأب والأم ويخاصم الأشقاء ويقول أبر بذوي القرابة، فهذا لاشك به خلل بعقله، أو أن هناك من لعب به

وكيف يكون البر على حساب أقرب الأقربين؟، فيحسن لأقاربه الأباعد ويسيىء لوالديه وأشقائه، بل ويسعى للقطيعة وتشويه السمعة بالكذب والبهتان ، ويمضي مُغمض العينين مُقطب الجبين ويستمر في غيه حتى بعد موت والديه ، وهنا لا تفريط ولا إفراط بل هو عين التفريط والإفراط

إن من يسير في الناس بالنميمة ويرمي الأبرياء بالتهم الباطلة،
يحمل أوزاره كاملة يوم القيامة وعليه من الله اللعنة والغضب لأنه سار في طريق البهتان

ومن لم يتدارك نفسه وهو على قيد الحياة فمتى سيتدارك نفسه؟هل عندما يلفظ أنفاسه الأخيرة؟ ومن لم يعتبر وهو حي فهل سيعتبر عند سكرات الموت؟

إن الإصرار على العقوق والتمسك بالخصام يؤدي إلى نزع البركة من الأعمال ومحقها تمامًا، فينعدم التوفيق ويمضي العمر دون هدف أو غاية في الحياة وتكون حياة هذا العاق وهذا المخاصم سبهللا،

فيدور في حلقة مفرغة فلا هو الذي وُفق في دنياه ولا هو الذي عمِل لآخرته وذلك كله من فساد القلب الذي أكله الحسد ومن النفس الأمارة بالسوء التي استسلم لها صاحبها

وبتحريضٍ من شياطين الإنس ، نسأل الله حسن الختام وصالح الأعمال