الرونق العذب شذرات من اللؤلؤ الرطب ١٧

0
586

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

لازلنا نستعرض رونقنا العذب وهذه الشذرات من كتاب اللؤلؤ الرطب في إبراز مستودعات القلب كتاب شيخنا الرضي سعيد بن حمد الحارثي رحمه الله لنواصل السرد
يقول: شيخنا الجليل:

ومما يلتحق لما ذكرناه سابقًا عن الشيخ نور الدين من روايات الشيخ الرقيشي قال: لما كان الشيخ نور الدين في سمائل والإمام حاضر،
وذلك عند فتحهم لها، جاء رجل فجلس أمام الشيخ وقال: لي على فلان حق ما رضى أن يعطيني إياه،

فلم يجبه الشيخ، فسئم وقام، وجاء في اليوم الثاني، ففعل مثل ذلك، وجاء في اليوم الثالث وقال قوله ذلك،فقيل للشيخ: هذا الرجل له ثلاثة أيام يجلس أمامك، فيشتكي، فلا ترد عليه، قال: ما اشتكى، وإنما أخبرنا أن له حقًا فإن كان مشتكيًا فليعدل شكواه،

والحاكم لا يفتح لخصم وقال: سمعت الإمام الخليلي يقول: لما كنت أتعلم بالقابل نويت يومًا صيامًا واعتكافًا في المسجد، وفي الضحى دخل عليّ شيخي نور الدين فتذاكرت معه مليًا،

ولما قام أخذ بضَبُعي، وقال: هلم أبا عبدالله إلى البيت، ولحبي مذاكرته، وأُنسي معه، تناسيت الاعتكاف، وخرجت معه إلى البيت، وأمر بإحضار قهوة وقال لزوجته: عندنا أبو عبدالله فاصنعوا سيويا

قال: ولما حضرت أكلت منها نزولُا على رغبته ونويت أني أبدل ذلك الاعتكاف والصيام، فتحينت فرصة فنويت البدل، وقغدت في المسجد، والقصد من ذلك أن أتفرغ للقراءة،

فإذا به يأتيني مثل المرة الأولى،وقعد عندي يعلمني مليًا، حتى إذا هم يالقيام أخذ بضَبُعي كذلك، فلما كنت عند الباب أخبرته أني معتكف، فأطلقني وسارعني، وكان من عادة الشيخ نور الدين أن يفسر القرآن مابين العصر إلى المغرب في حلقة يحضرها تلاميذه،

يقول الشيخ الرقيشي : عن الإمام الخليلي فكان ذات يوم يفسر قوله تعالى( لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) سورة الكهف الآية ١٠٩

ففسر (( كلمات)) بمعلومات ربي، وكان في الحلقة الشيخ عيسى بن صالح فقال: أيها الشيخ هذا التفسير عمن ؟ فغضب الشيخ، وكان له عصًا سوداء، إذا غضب ضرب بها الأرض قال: إن لم يكن عن أحد أليس مقبولًا مني؟
فلم يراجعه أحد لهيبة مقامه

ومثلها وقد عرض عليه حكم من بلدة سناو يقال فيه: أن رجلًا يريد أن يبني مخاضة في ساقية الفلج، فعارضه أهل الفلج، فما رأيكم في ذلك؟ فقال : الشيخ لتلميذه أبي الوليد، اكتب الجواب وكان الشيخ عيسى حاضرًا، فقال:(( لله العجب، حكم في سناو، يحكم به في القابل وهو نظري))

فقال الشيخ لأبي الوليد: أمسك، وفكر قليلًا ثم قال: صحيح ما قال عيسى، لا ينبغي أن نتكلم في مثلها إذ هي مسألة نظرية، وأخبرني الشيخ الشامسي قال : كان الشيخ السالمي جالسًا بجنب الإمام: سالم ذات مرة فجاء رجل وضب عليهما

فقال أيها الإمام فصفعه الشيخ السالمي صفعة دار منها رأسه فخرج بائسًا، فسأل الشيخ: لم فعلت ذلك؟ والرجل لم يفعل ما يستحق تلك الصفعة منك؟
قال الشيخ : تلك الصفعة رحمة له، وإلا سيجلده الإمام ثمانين جلدة فأيهما أخف؟

معناه: أن الرجل جاء ليقذف رجلًا بالزنى، فسأل الرجل بعد ذلك عن غرضه من الإمام قال: أردت أخبره عن فلان بأنه زانٍ، فسبحان الله من أين عرف الشيخ ذلك؟

واختصم إليه اثنان في بعير لأحدهما، هجم على ناقة الآخر فكسرها فحكم بينهما، فلما خرجا قال لأصحابه؛ هذان جنيان، فخرج أصحابه في أثرهما فلم يروهما،

فكان والدي يتحدث بهذا الحديث قرب سعيد بن الشيخ وقد صرع، فقال الجني الذي صرعه: أنا واحد من الاثنين اللذينِ اختصما على الشيخ جئنا من جبل قاف.(.أ.هـ.)

يتبع،،،،