منكِ ننهل السعادة ونعتصر الفرح

0
589

بقلم/ بدر بن عبد الله الهادي
تحتفل المرأة العمانية بالتكريم السامي لمولانا السلطان قابوس طيب الله ثراه، الذي خصص لها يوم السابع عشر من أكتوبر عيداً وطنياً لها، لتشرق شمس هذا اليوم دفئا على الأم، وحناناً على الأخت، ورقة وعذوبة على الزوجة.
وبجرأة لافتة اقتحمت نساء عمان عالم الرجال في مجتمع ظل وإلى ما قبل شروق فجر النهضة المباركة وفياً لتقاليد وعادات صارمة تنحاز إلى صف الرجل.

لقد ساهمت المرأة العمانية جنبا إلى جنب مع نصفها الآخر في الحفاظ على أصالة هذا الوطن وعراقته وهويته، وسعت قدماً إلى إثبات وجودها والمحافظة على المكتسبات التي تحققت لها في هذا العصر الزاهر لتشارك وبكل ثبات في تقدم ورقي وطنها الغالي.
والتاريخ يشهد منذ القدم للمرأة العمانية بصفحات ناصعة البياض أنها كانت عضد وسند لنصفها الثاني في السراء والضراء في كل نواحي الحياة، وكانت لإسهاماتها المشهودة في إعادة بناء ما دمرته الأنواء المناخية الأخيرة وتقديم العون والمساعدة للمنكوبين خير دليل على علو كعبها في البذل والتضحية.
وهكذا هي المجتمعات لا ترتفع أركانها ولا تستقيم أحوالها بجناح واحد، بل تبقى راية الوطن خفاقة تعلو من تقدم إلى آخر محمولة على جناحي المرأة والرجل.
ويسجل التاريخ للمرأة العمانية أنها استطاعت أن تقوم بأدوارها البناءة وتشكيل كينونة ذاتها دون ابتذال في القيم وتنصل عن الإرث الحضاري لمجتمعها العريق.
ويأتي السابع عشر من أكتوبر يوم المرأة العمانية كهدية من لدن مولانا السلطان قابوس طيب الله ثراه، ليبقى يوما خالدا يجسد بصماتها في ما حققته من إنجازات في نهضة عمان المباركة، فالمرأة العمانية تستحق الاحتفاء، لدورها المتعاظم في الحياة، فحق لها الترنم فرحاً بيومها فهي عماد المجتمع ووقوده.
أيتها العمانية… كنتِ وما تزالين، وستظلين مدرسة نهلنا منها مكارم الأخلاق وستنهل منها أجيال قادمة معاني التضحية والإيثار.
وسيظل برق سناكِ ينير لنا الدرب ورياح تبحر بأشرعتنا نحو العلا لنواصل المسير في ظل نهضة عمان المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- ورعاه.
فلتبقى عمان في مجد وسؤدد، ولبنات السلاطين كل التحايا والأمنيات ومزيدا من الرقي… فمنك ننهل السعادة ونعتصر الفرح.