اغتيال الوعي الديني ومحاربة الفطرة السليمة

0
898

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

لا يهدأ أعداء الإسلام ولا تقر لهم عين
حتى ينشروا رجسهم وخبثهم بين الإسلام وأهله، وقد جندوا من استطاعوا تجنيده واستمالوا إليهم من استطاعوا ميله من أرباب الفكر الخبيث ممن يتشدقون بالأيدلوجيات اليوم

وبث السموم الفكرية الممنهجة لإثارة القلاقل والفتن، بهدف اغتيال الوعي الديني ومحاربة الفطرة السليمة والسلوك السوي ، بدأً بأعلى مصادر التشريع وهو القرآن الكريم كلام ربنا العظيم جل جلاله، ثم سنة نبيه الكريم صلوت ربي وسلامه عليه

ثم من تبعه من الصحابة و التابعين والعلماء العاملين من المتقدمين والمتأخرين
والطعن في علومهم والسخرية من أقوالهم ومؤلفاتهم، بهدف تضليل الناس وصرفهم إلى الباطل

وقد تبنى هذه الأفكار شرذمة يعرفون في هذا الزمان بالعقلانية هدفهم تجريد الناس من أصول الفقة والعقيدة الإسلامية الصحيحة إلى زيف التحرر والعلمانية

ويهاجمون السنن الحسنة التي يؤجر من سنها ومن عمل بها ويستبدلونها بسنن سيئة سنوها بأنفسهم ليحملوا أوزارها وأوزار من عمل بها، ويسخرون من كل أصيل ويرحبون بكل هزيل

وإن من الجرأة على الله جل جلاله، التقول على الله وما أعظمها من فرية
والتطاول على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم برموز الإسلام البررة ويأتيك بعض الجهلة ممن يتعصبون لهم وينتهجون نهجهم
فيقول اختلاف في الرأي وليس هذا إلا ضربٌ من ضروب النقد

فأقول في المقام الأول من ذا الذي ينتقد كتاب الله الخالد والكامل الذي لا يأتيه الباطل، ومن ذا الذي يطعن في خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته الخاتمة الجامعة، إلا متعصبٌ وجاهل
وأما نقد العلماء ومخالفتهم فأين هذا النقد البناء؟

الذي لم نرَ منه إلا السخرية والغيبة حتى العلماء الأموات لم يسلموا من السخرية والغيبة أهذا هو النقد؟ نحن لا نراه إلا حقدًا وحنقًا على أولئك الأبرار منشأهُ التعصب المذهبي المقيت الذي ملؤه الغرور و التغطرس

والطائفية البغيضة التي هي ليست إلا ( نباتاتٌ كريهةٌ سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تقبل إلا طيبًا) وهذه العبارة مقتبسة من كلام السلطان الراحل قابوس رحمه الله وطيب ثراه ،

وعجبا لمن يمنح هؤلاء المساحات وقد تمردوا على أنفسهم واستخفوا بالعقوبات، ومن أمن العقوبة أساء الأدب وكرر المخالفات

فتراهم تارة يستعملون الهمز واللمز ، وأخرى بالتصريح الوقح والتجريح
ويأتون بعبارات يرمون بها الأبرياء
وهذا هو ديدن السفهاء،

يصفون العلماء الأجلاء باللا أخلاقية ويصفون جهودهم بالألعاب السياسية ويطلقون عبارات السخرية كالمتدينين وأصحاب اللحى والمطاوعة

‏فحينما يطغى الهوى على العلم تزل القدم من بعد الثبات،فمن تخبط في الإلحاد دهرًا وتشدق بالأيدلوجيات،وَرَحَبَ بكل شاذٍ مقابل عرض من الدنيا ليرضى بما يلقى إليه من الفُتات،

وقد جاهر بالتقول على الله الذي خلقه من العدم وتبنى حركة النسويات،ولم يجد له رادعًا يردعه عن تأجيج الفتن ونشر الخصومات فما الذي ترجوه منه إلا الفساد ونشر الموبقات

ومنهم من يثير الفتن في المسائل الشرعية ويطرح قوله الراجح دون أن يطلب منه، هام على وجهه وتخبط في جملة من الأقوال والآراء

‏فتجده يطرح في الصباح مسألة يناقضها في المساء، يا أخي الكريم مالك وشرع الله دعك في مجالك،ولا تقحم نفسك في بحر لا تحسن العوم فيه، توشح بالورع لتأمن يوم الفزع

فالله الله أيها الأحبة القراء أوصيكم ونفسي بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه البيضاء والبعد كل البعد عن أفكار هؤلاء السفهاء

ورحم الله الإمام السالمي الذي ترك بصمة خالدة في قلب كل عماني على أرض الغبيراء، إلا من أغواه الشيطان وحمل في قلبه الحقد فذلك من خبث النفس ومن عظيم البلاء.