تتمة حديث الحسناء

0
581

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

نستكمل ما بدأناه من حوار مع الحسناء، والخواء الفكري الذي ينادي به السفهاء، مع أننا أسدلنا الستار وضربنا صفحًا عن هذه الأحاديث، ونسأل الله لمن أبتلي بهذه الأفكار الهداية والشفاء

ولكن الحسناء ترى أن تتمة الحديث فيه الخير الكثير لتنشيط العقلاء والأخذ بيد السفهاء، لعلهم يرجعون عن التخبط في فضاء الأفكار وميزة أصحاب العقول النيرة هو الذكاء وليس الغباء

ولانتشالهم من هذا الخواء الفكري وردهم إلى جادة الحق والصواب للتمسك بشريعة الله السمحاء
وسُنة الرسول ﷺ البيضاء

ففيهما الهداية من الضلال والرشد بعد الحيرة والعناء، وإن نعق ناعق لينادي بهذا الخواء الفكري المزعوم فبئس الخواء وبئس النداء

تقول لي الحسناء إن في أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، ومواصلتك السير في طريق النصح وتتبعك للحق، ذخرا لك في الأرض ونورا لك في السماء

ولو أنهم سكتوا لكان أسلم لهم ولغيرهم، ولكنهم ينتقلون من فكر هدامٍ لآخر، حين لا يجدون لهم صدى ولن يجدوا بعون الله، وبك وبأمثالك يعلو صوت الحق ويدبر الباطل وتنجلي الظلمة ويأتي الضياء

قلتُ لها : عسى أن أكون كما تظنين، ولا يسعني هنا إلا أن أقول كما قال الخليفة الصديق رضي الله عنه وأرضاه: اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون،

نتحدث في مقالنا هذا ونركز على هذه الخزعبلات التي تقول بأن أحاديث الرسول كلها لا تثبت وأنها ليست صحيحة وهذا من الكذب الصريح الذي يستحق وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال ﷺ ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ذلك ؟ وقد أمرنا الله بطاعته أولًا ثم بطاعة الرسول ﷺ وأشار الله تعالى إلى ذلك في كثير من الآيات فمنها قوله تعالى
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الآيه 132 من سورة
آل عمران

ومها ماجاءت بلفظ (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة المائدة
الآية 92 وآية أخرى بلفظ (أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ) الآية 20 من سورة الأنفال

والأدلة من الآيات كثيرة وحسبنا قول الله تبارك وتعالى في سورة الحشر في الآية 7 حين قال تعالى
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) صدق الله العظيم، فماذا بعد هذه البراهين الربانية يا حسناء وقد نهانا الله في محكم التنزيل عن الخوض مع من يشكك في آياته وفي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم

ويستهزئ بالقرآن والسُنة، فهولاء السفهاء لا يريدون الحقيقة وإن هم أظهروا ذلك فهذه أساليبهم وأساليب من أثروا فيهم ومدوهم بهذه الأفكار، ولكنهم يتبعون الهوى ليضلوا الناس بغير علم ولا يستمع إليهم إلا من تمكن منه الهوى كما تمكن منهم وهكذا هم الحمقى يتبعون بعضهم البعض في الأقوال والأفعال

وأما تطاولهم على العلماء أيتها الحسناء، فهم يشنون هذه الحرب الشعواء للقضاء على قيم الإسلام من خلال التجني على الله ورسوله وسائر العلماء لزعزعة ثبات المؤمنين ونشر أفكار المشككين والملحدين والترويج لسائر الأديان، ومن بعض ما قالوه قول التي قالت بأن الحج مجرد طقوس وبإمكاني الحج من نافذة بيتي
وتابعها في هذا القول كل ضالٍ وضالة وقد بين الله شأن الحج ومكانته في كتابه العزيز وحث عليه رسولنا الكريم وهو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً ، فما حاجتنا لما قالته هذه المُلحدة التي تتحمل وزر من أضلته ويلحقها هذا الوزر إلى يوم القيامة

وشر البلية ما يضحك عندما يحاول أحدهم البحث في مبادىء الإسلام وقواعده ليقتنع بما فيه ويجد فيه الحق، يحاولون صده بشتى السبل، وحينما يصر على موقفه ويوفقه الله للدخول في دين الله الحق، يأتونه من جانب ما أعد الله للعصاة من جحيم وللمتقين من نعيم

ويقولون له اسمع كلامنا وتمسك بديانتك القديمة فلا وجود للجنة والنار ولا للجزاء ولا للبعث ولا لأحاديث الرسول ﷺ ، وأن الصلاة تسبيح فقط وهذه الحركات غير صحيحة، وابلٌ من الأفكار وكل هذا لثنية عن عزمه

ويختمون ذلك بتكرار نظرية البشر الفاشلة والقاصرة ، بأن أصل الإنسان من جنس القرود وقد تناولنا هذا في مقالنا بوح الحسناء، ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر ما قاله الله تعالى في سورة ( ص ) مخاطبًا ملائكته في
الآية71
(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى خَٰلِقٌۢ بَشَرًا مِّن طِينٍۢ)
صدق الله العظيم، فلم يقل جل في علاه إني خالقٌ قردًا من طين تعالى الله عن ذلك،
ناهيك عن سورة المؤمنون من الآية 12 إلى الآية 16، والتي تتحدث عن مراحل أصل الخلق قال تعالى

‏‎{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (16)}.

وسورة التين التي تتحدث عن حُسن خلق الإنسان في أحسن تقويم
قال تعالى(لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ) الآيه 4 صدق الله العظيم

فتبارك الله أحسن الخالقين وخاب وخسر كل من كان في ضلال مبين

ثم إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم ولا نبي بعده
، كما أن إسلامنا هو الدين الخاتم ولا دين بعده

قال الحق تبارك وتعالى ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍۢ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۦنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا) الآية 40 من سورة الآحزاب

وقال في حق الإسلام( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ) الآية 19 من سورة آل عمران
وقال كذلك في نفس السورة من الآية 85 ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) صدق الله العظيم

فالمستشرقين يدخلون في دين الله أفواجًا ومن ضل من أهل الإسلام واستمع لنصح إبليس وجنوده يخوض مع الخائضين إلى يوم الدين حتى إذا أتاهُ اليقين قال كما قال فرعون حينما أدركه الغرق وعلم أنها النهاية حيث ذكر الله ذلك في القرآن في سورة يونس على لسان فرعون ( ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِىٓ ءَامَنَتْ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسْرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ) الآية 90 صدق الله العظيم

ولعمري ما الذي يجديه هذا القول بعد الكفر والجحود
فالحذر الحذر من هؤلاء المغرضين
ولنتعاون جميعًا على الدفاع عن حوزة الإسلام وأن لا نسكت لهؤلاء ولا أبواقهم وكتاباتهم المضللة وأفكارهم الرعناء
والثابت من ثبته الله، نسأل الله الثبات واليقين

تبسمت الحسناء قائلة شكرًا لك على هذا العطاء